بعد إنجاب طفلك تحبّين أن ترعيه وتحافظي عليه وتحميه من كلّ سوء وشرّ، لكن قد تلاحظين عليه بعض العلامات والأعراض الغريبة التي تستدعي أن تعرضيه على طبيب مختص ليساعدك؛ ولذلك سنتحدّث هنا عن مرض التوحد وأعراضه وعلاجه.
إنّ التوحد أو ما يسمّى متلازمة "إسبرجر" هو عبارة عن إضطراب وإعاقة تنموية عصبيّة ناتحة عن بعض الإضطرابات في الدماغ، حيث يعاني المصاب بالمرض من ضعف في التفاعل الإجتماعيّ مع غيره، وصعوبات في اللفظ وغير اللفظ، بالإضافة إلى بعض السلوكيّات المقيّدة والمتكررة.
إنّ المصاب بمرض طيف التوحد غالباً ما يعاني من مشكلة التفاعل مع الآخرين والتواصل معهم، كما أنّه يختلف عن غيره في قدراته التعليميّة والتفكيريّة وقدرته على حلّ المشكلات. هؤلاء المرضى يحتاجون إلى رعاية خاصّة في كلّ أمور حياتهم اليوميّة.
ومن العلامات والدلائل التي تدلّ على الإصابة بالمرض معاناة الشخص المصاب من التواصل الإجتماعيّ والعاطفيّ؛ فعلى سبيل المثال: عدم قدرة الشخص على التعبير عمّا يريدون، وعدم قدرتهم على النظر إلى الأشياء التي يشير إليها الآخرون، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على النظر إلى غيره وتجنّب التواصل بالعين مع غيره.أضف إلى ذلك، أنّهم يواجهون مشكلة في فهم مشاعر وأحاسيس غيرهم، كما يبدو عليهم عدم الوعي عند حديث الغير معهم، وغيرها من العلامات والدلائل التي تشير إلى إصابة الشخص بهذا المرض.
بعد مراجعة الطبيب وإكتشاف إصابة الطفل بهذا المرض، على الأمّ إيلاء الطفل عناية تامّة بطفلها المريض. لا يوجد علاج شاف تماماً من المرض فحسب، وإنّما يحتاج منّا متابعة وإهتمام شديدين. حيث أنّ الهدف من علاج المرض يكون بتعليم الطفل وزيادة قدرته على الإندماج في المدارس الخاصّة. ويعتبر التدخل الفردي المكثف (سلوكي، تثقيفي ونفسي) العلاج الأكثر فعالية. كما ويجب توفير برامج تدريبيّة للأهل لعلاج سلوكيّات الطفل، حيث أنّ هذه الدورات قد تساعد الأمّ على التأقلم مع الوضع، وتساعد كذلك في إنجاز الطعام إن كان الكلّ مشغولاً. وعلى الأمّ كذلك أن تبقى على إطلاع تامّ على المعلومات لهذا الطفل ومساعدتها فيه.
كما أنّ العلاج يعتمد - عدا عن الأدوية - على خمسة أنواع من العلاجات التي يجب على الأم المواظبة عليها، حتى تساعد الطفل على التخلص من هذه المشكلة قدر الإمكان، والعلاجات هي: العلاج السلوكيّ، وعلاج النطق واللغة، والعلاج التربويّ، والعلاجات البديلة، إضافة للعلاج الدوائيّ.