[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أطفالنا أغلى ما نملك، عندما نأتي بهم إلى هذه الدنيا نتمنّى أن لا يصيبهم أيّ مكروه، ونقدّم له كل ما بإستطاعتنا حتّى لا يحتاجوا لشيء، قد لا يوافقنا القدر ذلك، فيصاب الأطفال ببعض الأمراض التي تفطر قلوبنا، وقد انتشر كثيراً في الآونة الأخيرة مرض يصيب الأطفال يدعى "مرض التوّحد"، فما هو هذا المرض؟ وهل يمكن علاجه؟
مرض التوّحد لدى الأطفال هو اضطراب نفسيّ يصيب الأطفال في العادة، وتظهر علاماته ودلائله قبل بلوغهم سنّ الثالثة من العمر. وهذا الاضطراب يؤثّر على الطفل ونشأته، بأكثر من طريق، ألا وهي: تأثيره على كيفية التكلّم ولغة الطفل، ويؤثّر أيضاً على مهاراته الإجتماعيّة وعلى إستجابة الطفل للآخرين وتواصله معهم، كما ويؤثّر على سلوكياته وتصرفاته في مواقف معيّنة، ولمرض التوّحد اسم آخر يطلق عليه "إضطراب في الطّيف الذّاتيّ"، وهو مرض يصيب الأولاد أكثر من البنات، ويحدث هذا المرض نتيجة إضطراب عصبيّ يصيب الدّماغ، فيسبّب خللاً في بنيته ووظيفته.
حتّى يومنا هذا لم يتوّصل الطّب إلى إجابة محدّدة لسبب الإصابة بهذا المرض. لكن هذا لا يعني أن بعض العوامل الجينيّة لا تلعب دوراً في ذلك، فالأطفال التوحدّيون مصابون بالمرض نتيجة عوامل في الجينات أو ما تسمّى "متلازمة الكروموسوم الهشّ"، أو نتيجة الإصابة بمرض التصلّب الحدبيّ،كما أنّ العامل البيولوجي يلعب دوراً أيضاً في الإصابة بالمرض، حيث أنّ الإصابة بالتخلّف العقليّ قد يكون سبباً للإصابة بالتوّحد، أضف إلى ذلك أن العامل البيئي يلعب دوراً كذلك، حيث يرى بعض الباحثون أنّ هذا المرض قد يكون نتيجة فيروس، أو تلوّث بيئي أدّى لظهور المرض.
بالنسبة لعلاج هذا المرض، فإنّه حتّى اليوم لم يتمّ إيجاد علاج شافٍ للمرض تماماً. وإنّما يكمن العلاج في بعض العلاجات التي تعتمد على شخصيّة الطفل، بعيداً عن الأدوية أكثر، وعلاج التوّحد يعتمد على أكثر من إتّجاه: فهناك العلاج السلوكي "والذي يعتمد على علاج سلوكيّات الطفل"، وعلاج أمراض اللّغة ومشاكل النطق، من خلال وضعه في مدارس خاصّة بمرضى التوّحد، وإشراف متخصّصين في هذا المجال عليهم، وهناك أيضاً العلاجات التربويّة التعليميّة والإجتماعيّة للطفل، والتي تهدف إلى جعل الطّفل قادراً على الإندماج في المدارس أو التجمّعات الإجتماعيّة التي يعيش فيها.
على الرّغم من صعوبة الإصابة بهذا المرض خاصّة على الوالدين، إلّا أنّه من الأفضل للوالدين في حالة ملاحظتهما بعض الأعراض على طفلهما أن يسارعا إلى حلّ المشكلة، والمبادرة بالعلاج والإلتزام به، حيث أنّ مواجهة المشكلة منذ بدايتها تساعد في تقليص حجم المشكلة لدى الطفل، وتسرّع علاجه، وربّما تختفي المشكلة بتاتاً.
ولذلك إن لاحظت على طفلك بعض هذه العوارض لا تغفلي عنها، وسارعي باستشارة الإختصاصيين، فإن وجدت أن طفلك قد أتمّ السنة الأولى من عمره دون أن يحاول التكلّم، أو أن يستخدم إيماءاته، راجعي الطبيب المختص. وإن وجدت أن طفلك قد أصبح بعمر السنة والنصف وأكثر دون أن يتمّكن من لفظ كلمات مفردة سهلة أو أن يبدأ بتكوين جمل بسيطة، فهناك مشكلة، وإذا لاحظت كذلك أن طفلك لا يمتلك أيّة مهارات إجتماعيّة أو لغويّة أو حتى امتلكها وفقدها فجأة، فهناك مشكلة، فعدم وجود دواء شافٍ للمرض، لا يعني إهماله والتسليم بالواقع، على العكس كلّما أسرعت في العلاج زادت إحتماليّة الشفاء وكبر الأمل.