هل أنت مدمن على العمل؟
التعبير الإنجيلزي "ووركاهوليك" أو ما يعرف بالعربية المدمن على العمل يشير إلى الشخص الذي يقضي وقته بشكل مفرط جداً في العمل. ومن المعروف أن هؤلاء المدمنين على العمل يصابون عادةً بأمراض مختلفة بما فيها اضطرابات في الجهاز الهضمي، والصداع الناجم عن الإجهاد، ومشاكل في العضلات والعظام، والتعب المزمن. وفي بعض الأحيان قد يصابون بالوسواس القهري أو الاكتئاب. ولذلك يعد الإدمان على العمل مرضا يحتاج إلى علاج فوري ، ولكن هناك نتيجة بحثية توصل إليها فريق علمي في جامعة فرنسية تقول إن الإدمان على العمل إدمان مفيد قد يؤثر تأثيراً إيجابياً على الشخص والمجتمع في آن واحد. إذن كيف يمكن ذلك؟ قال فريق الدكتور ايهودا باروخ في كلية روان لإدارة الأعمال بفرنسا في رسالة نشرتها الدورية الأكاديمية "Career Development International" مؤخراً إن هناك وثائق كثيرة تصف الإدمان على العمل بالإدمان السيئ الذي يعزز الإجهاد والإرهاق عند المدمنين على العمل في حياتهم الاجتماعية والأسرية ويدمر التوازن بين العمل والحياة الشخصية، بينما تظهر الدراسات التجريبية أن المدمنين على العمل يميلون إلى التمتع بالحيوية والنشاط والتفاني والوفاء والتضحية للمجتمع الذي ينتمون إليه بدلاً من الإرهاق والسخرية. ويرى الفريق أن الإدمان على العمل يشبه الإدمان على الشوكولاته حيث يحصل المدمون على العمل على الطاقة والحيوية من العمل ويعزز شعورهم بالفخر بتحقيق إنجازات في العمل تأثيرات إيجابية على الصحة مثلما نحصل على طاقة وفائدة صحية ونشعر بسعادة من خلال تناول الشوكولاته. وكذلك أعلن فريق الدكتور هاورد فورديمان، العالم النفسي في جامعة UCR في ولاية كاليفورنيا الامريكية أن المدمنين على العمل يعيشون حياة أطول من أولئك الذين يستمتعون بحياة الاسترخاء والراحة وذلك وفقاً لأبحاث دراسية أجراها الفريق على 1528 شخصا ولدوا في العشرينات من القرن الماضي حيث حلل تأثيرات طبيعتهم وأنشطتهم الاجتماعية على طول العمرهم والوفيات وبالتالي تبين أن الناس الذين يعملون كثيراً ويتميزون بالوفاء والتفكير الجدي يعيشون أطول بسنتين أو ثلاث سنوات من الذين يعيشون باسترخاء دون هموم. وكذلك على عكس الشائع من أن المدمنين على العمل عادة يعانون من سوء الصحة بسبب الإجهاد، تبين أن هؤلاء المتحمسين للعمل في الواقع يواجهون حالات مرهقة قد تؤثر تأثيراً سلبياً على صحتهم مسبقاً مما يخفض نسبة الوفاة لديهم. وأضاف الفريق أن قضاء الحياة مع توتر معتدل، تركيزاً على العمل بحماسة ووفاء في أنشطة اجتماعية مختلفة يؤدي إلى الصحة والعافية وطول العمر أيضاً.