بدى النظام السوري استعداده للمشاركة في لقاء مع المعارضة في روسيا، من أجل إيجاد مخرج للأزمة التي تمر بها، في وقت نفى رئيس الائتلاف الوطني، هادي البحرة، وجود أي مبادرات خارجية مصرية أو روسية للحل السياسي، فيما أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري بعد لقائه البحرة أن مصر تتواصل مع أطراف المعارضة السورية تمهيداً للحوار الذي سيعقد في موسكو.
وصرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية، لوكالة الأنباء الرسمية إن دمشق «مستعدة للمشاركة في اللقاء التمهيدي التشاوري في موسكو حرصاً على تلبية تطلعات السوريين لإيجاد مخرج للأزمة».
وأضافت الوكالة نقلاً عن المصدر أنه «في ضوء المشاورات الجارية بين الجمهورية العربية السورية وجمهورية روسيا الاتحادية حول عقد لقاء تمهيدي تشاوري في موسكو يهدف إلى التوافق على عقد مؤتمر للحوار بين السوريين أنفسهم، دون أي تدخل خارجي، تؤكد الجمهورية العربية السورية استعدادها للمشاركة في هذا اللقاء».
وتابعت أن ذلك يأتي «انطلاقاً من حرصها على تلبية تطلعات السوريين لإيجاد مخرج لهذه الأزمة مع تأكيدها على استمرارها بمكافحة الإرهاب أينما كان وفي أي بقعة على التراب السوري توازياً مع تحقيق المصالحات المحلية التي أكدت نجاعتها في أكثر من منطقة».
وأضاف المصدر إن دمشق «تؤكد أنها كانت ومازالت على استعداد للحوار مع من يؤمن بوحدة سوريا أرضاً وشعباً وبسيادتها وقرارها المستقل بما يخدم إرادة الشعب السوري، ويلبي تطلعاته في تحقيق الأمن والاستقرار وحقناً لدماء السوريين كافة» على حد زعمه.
وكانت موسكو قالت الأسبوع الماضي إنها تعتزم استضافة اجتماع للمعارضة السورية أواخر يناير المقبل، قد تتبعه مفاوضات تضم معارضين سوريين وممثلين عن النظام السوري، حسبما أعلن الناطق باسم الخارجية الروسية.
إلى ذلك، التقى وفد من الائتلاف الوطني السوري المعارض، برئاسة هادي البحرة، بالقاهرة، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، ووزير خارجية مصر السفير سامح شكري، وذلك في إطار تواصل الجهود العربية لحلحلة الأزمة السورية.
وجاءت زيارة وفد الائتلاف السوري إلى القاهرة، عقب أسبوع من زيارة وفد من هيئة التنسيق الوطني المعارضة، ولقائها مع عددٍ من المسؤولين.
وشدد د. نبيل العربي، في بيان، على ضرورة تكثيف الجهود الرامية إلى إقرار الحل السياسي التفاوضي للأزمة السورية وفقاً لبيان جنيف الأول، مؤكداً أن جامعة الدول العربية، حريصة على الوقوف بجانب الشعب السوري والتجاوب مع تطلعاته المشروعة ووقف جميع أعمال العنف.
بدوره، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن هناك تواصلاً تقوم به مصر مع الأطراف المختلفة في المعارضة السورية تمهيداً لعقد لقاء في القاهرة بين الأطياف المختلفة في المعارضة مع دوائر الفكر في مصر تمهيداً للحوار الذي سيعقد في موسكو قريباً.
وقلل البحرة من أهمية الدعوة الروسية لعقد اجتماع في موسكو، بسبب ما اعتبره غياب الرؤية أو مبادرة محددة لحل الأزمة في سوريا، كاشفاً عن عقد الائتلاف لقاءات عدة مع أطراف عدة من المعارضة السورية لاعتماد وثيقة واحدة تعتمد في أي مباحثات للسلام في سوريا مستقبلاً، ومن بين تلك اللقاءات لقاء في القاهرة مع هيئة التنسيق الوطنية.
وعن المؤتمر الذي تستضيفه القاهرة لتوحيد رؤى المعارضة السورية قال: «لا توجد أي دعوات رسمية حالياً لا إلى موسكو أو إلى القاهرة».
ونفى البحرة، في تصريحات له عقب لقاء الأمين العام لجامعة الدول العربية، وجود مبادرة روسية لحل الأزمة قائلاً: «لا يوجد أي مبادرة حالياً كما يشاع، حتى روسيا لا تملك أي مبادرة واضحة، ولكن ما تدعو روسيا إليه هو الدعوة لحوار في موسكو دون وجود ورقة أو مبادرة محددة»، مشيراً إلى أن هذه من المآخذ الأساسية على مثل تلك الدعوات.
قال الناطق باسم الخارجية المصرية بدر عبد العاطي إن لقاء وزير الخارجية سامح شكري مع وفد الائتلاف السوري تناول الأفكار المطروحة الخاصة بعقد حوار «سوري - سوري» يستضيفه أحد مراكز الأبحاث بالقاهرة بين الأطراف السورية المعارضة للتوصل إلى وثيقة موحدة تعكس رؤيتهم لكيفية التوصل إلى حل سياسي في سوريا، وذلك قبل انعقاد مؤتمر موسكو.