في هذه السورة ذات الآيات الثلاث يتمثل منهج كامل للحياة البشرية كما يريدها الإسلام، سورة يحتاجها الأب مع ابناءه وللمربي مع تلاميذه.
من خلال سورة العصر ندرك
أن النجاة بين يدي الله ليست :
بالمالوالجاه،
أو العلم
أو العمل الدنيوي المحض
وإنما يكون بأصول أربعة هي جسرالنجاة في الموازين الإلهية :
ألا وهي :
الإيمان الثابت بالله وبما أمر به ولا يكون ذلك إلا بالعلم.
العمل الصالح ، كما روى البخاري عن الحسن أنه قال:( الإيمان ما وقر في القلب وصدقته الأعمال.
وفي هذا رد على من قال أن الإيمان في القلب فقط.
التواصي بإلتزام الحق والعدل والخير
ثم بعد الإيمان والعمل الصالح والدعوة لابد من اتباع ذلك
بالتواصي بالصبر على الطاعة وعلى مصائب الدنيا .
��والمقصود إن من اتصف بهذه الصفات الأربع سلم من الخسارة وفاز وسعد في الدنيا والآخرة .
قال الله تعالى( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) النحل .
في السورة دلالة على شرف الدهر وأهميته فيما أخرجه أبو هريرة رضي الله عنه لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر)؛ أي خالقه.
الصبر المذكور في السورة ليس مجرد حبس النفس عنما تتوق إليه من فعل أو ترك،
بل هو:
��تلقي ما ورد عنه عز وجل بالجميل والرضا به ، باطنا وظاهرا.
يقول ابن رجب هذه السورة ميزان الأعمال يزن المؤمن بها نفسه فيتبين له ربحه وخسارته.
وبهذا تكون السورة قد رسمت طريق السعادة للمجتمع بأكمله .
فلو أن كل فرد تدبر وقام بهذه الصفات لسعد وأسعد .
��التفسير الوسيط
وهبة الزحيلي .
��تأملات في سورة العصر