دانت هيئات دولية عدة ممارسات وكالة الاستخبارات المركزية " سي أي إيه" بعد أن كشف التقرير الجزئي لمجلس الشيوخ الأمريكي، ممارسات التعذيب التي انتهجتها الوكالة منذ سنوات.
- تقرير "الشيوخ الأمريكي" يكشف كذب "سي أي إيه"
وطالبت منظمة العفو الدولية الولايات المتحدة الأمريكية بمحاسبة المسؤولين عن ارتكاب "انتهاكات"، نفذت أثناء استجواب عدد من المشتبه بهم في أعقاب أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001.
وأضافت المنظمة في بيان لها أن تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي حول أساليب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي أي إيه" "في استجواب المعتقلين بمثابة رسالة تذكير بفشل الولايات المتحدة في إفلات المسؤولين، الذين صرحوا بالتعذيب ونفذوه، من العقاب إزاء العديد من الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان التي ارتكبت باسم الأمن القومي".
AFP أمنيستي طالبت بمحاكمة المسؤولين عن تعذيب المعتقلين بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001
وطالبت المنظمة الدولية، بمحاسبة المسؤولين عن استخدام "سي أي إيه" لبرنامج الاستجواب، الذي اتبع أساليب التعذيب أبرزها، الإيهام بالغرق، والصفع، والتهديد بالكهرباء، والحرمان من النوم، والتهديدات بالاعتداءات الجنسية، والإذلال.
وقالت إريكا غيفارا روساس مديرة برنامج الأمريكيتين في منظمة العفو، في بيان المنظمة، إن "هذا التقرير يقدم تفاصيل، لانتهاكات لحقوق الإنسان وافقت عليها أعلى السلطات فى الولايات المتحدة بعد 11 سبتمبر/ آيلول 2001″.
وأضافت أنه بالرغم من وجود الكثير من الأدلة لسنوات بشأن تلك الانتهاكات، لم يتعرض أحد ممن سمحوا بها أو منفذيها للمحاسبة.
وأشارت إلى أن "المعلومات السرية الواردة في الملخص، مع محدوديتها، هي تذكير للعالم بالفشل الكامل للولايات المتحدة لإنهاء حالة الإفلات من العقاب التي يتمتع بها الذين صرحوا بالتعذيب ونفذوه".
وطالبت روساس "الولايات المتحدة بالكشف عن الحقيقة الكاملة لانتهاكات حقوق الإنسان، ومساءلة المخطئين، وتحقيق العدالة للضحايا".
ولفتت المنظمة الدولية إلى أن "وكالة الاستخبارات المركزية وسلطات أمريكية أخرى، لم تقم بممارسة هذه الانتهاكات وحدها، لكن حدث ذلك بمشاركة عدد من الشركاء في جميع أنحاء العالم، للمساعدة في تسهيل عمليات ترحيل المعتقلين والتعذيب والاعتقال القسري لهؤلاء الذين يشتبه بتورطهم في الإرهاب".
إدانة دولية واسعةمن جانبه ندد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بممارسات التعذيب التي استخدمتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي أي إيه" واصفا تلك الممارسات بأنها "انتهاك خطير للقيم الديمقراطية".
وقال شتاينماير في مقابلة تنشر الخميس "يجب ألا يتكرر هذا الانتهاك الخطير لقيمنا الديمقراطية والليبرالية".
AFP وزير الخارجية الألماني اعتبر طرق " سي أي إيه" منافية لقيم الديمقراطية
كما اعتبر حساب على موقع "تويتر" منسوب للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أن تقريرا صادرا عن مجلس الشيوخ الأمريكي بشأن وقائع تعذيب قامت بها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أظهر الحكومة الأمريكية "كرمز للطغيان ضد الإنسانية".
وجاء في تغريدة أخرى "انظروا إلى الطريقة التي تعامل بها الإنسانية من قبل القوى المهيمنة بالدعاية البراقة وباسم حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية."
ودان الرئيس الافغاني أشرف غني التعذيب الذي مارسته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، معتبرا أنه انتهاك لجميع مبادئ حقوق الإنسان والقوانين الأمريكية.
من جانبه أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في تعليقه على تقرير مجلس الشيوخ، أن التقرير يضر بصورة الولايات المتحدة وقيمها.
كما أكد كاميرون عقب لقائه نظيره التركي أحمد داود أوغلو في أنقرة أن "التعذيب خاطئ، وسيبقى على الدوام أمرا مخالفا للصواب".
وأضاف كاميرون " أن التقرير يمس بالقيم الأخلاقية للولايات المتحدة وبحربها ضد الإرهاب".
انقسام وسط الجمهوريين حول التقريرعلى الرغم من أن تقرير مجلس الشيوخ يدين بشكل واضح إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، إلا أن بعض الجمهوريين على غرار السيناتور جون ماكين أيدوا نشر التقرير.
وقال ماكين في كلمة ألقاها في مجلس الشيوخ مباشرة بعد صدور التقرير ''لقد دفعت بشدة في اتجاه إصدار التقرير الذي تأخر طويلا'' .
AFP السيناتور ماكين ساند نشر التقرير على الرغم من المعارضة الشرسة لجمهوريين آخرين
في حين اعتبر ليندسي غراهام أحد المقربين من جون ماكين أنه يشعر "بالقلق من صدور مثل هذا التقرير الآن، هناك توقيت آخر أفضل من الآن، انظروا إلى وضع العالم الآن لتعرفوا أني على حق".
وأشار غراهام إلى أن التوقيت الأمثل لنشر التقرير كان من الأفضل أن يتم ''بعد أن تقرر الولايات المتحدة الأمريكية موقفها في أفغانستان، وعندما ننتصر على داعش، ونتغلب على خطر البرنامج النووي الإيراني''.