ﻓﻲ ﺍﺣﺪﻯ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺟﻠﺴﺖ ﺳﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ﻟﻌﺪﺓ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ
ﺭﺣﻠﺔ ﻟﻬﺎ .
ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻫﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﻛﺘﺎﺏ ﻭﻛﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﻟﺘﻘﻀﻲ
ﺑﻬﻤﺎ
ﻭﻗﺘﻬﺎ، ﻓﺠﺄﺓ ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﺘﻌﻤﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﺎﺑﺔ
ﺻﻐﻴﺮﺓ
ﻗﺪ ﺟﻠﺴﺖ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ ﻭﺃﺧﺘﻄﻔﺖ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﻛﻴﺲ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ
ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ .
ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺗﺘﺠﺎﻫﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻷﻧﺰﻋﺎﺝ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﺄﻛﻞ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﻭﺗﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﺗﺸﺎﺭﻛﻬﺎ ﻓﻲ
ﺍﻷﻛﻞ
ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﺃﻳﻀﺎ .
ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ ﻓﻌﻼ ﺛﻢ ﻓﻜﺮﺕ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ:
" ﻟﻮ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﺘﻌﻠﻤﺔ ﻭﺟﻴﺪﺓ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻟﻤﻨﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺘﺠﺎﺳﺮﺓ ﻋﻴﻨﺎ
ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ"
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺄﻛﻞ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﺗﺄﻛﻞ
ﻭﺍﺣﺪﺓ
ﺃﻳﻀﺎ ﻭﺗﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﻜﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺃﻋﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﻫﻲ ﻣﺘﻌﺠﺒﺔ ﺑﻤﺎ
ﺗﻔﻌﻠﻪ،،
ﺛﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻭﺑﻬﺪﻭﺀ ﻭﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺎﺧﺘﻄﺎﻑ ﺁﺧﺮ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﻭﻗﺴﻤﺘﻬﺎﺍﻟﻰ ﻧﺼﻔﻴﻦ ﻓﺄﻋﻄﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻧﺼﻔﺎ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻛﻠﺖ ﻫﻲ
ﺍﻟﻨﺼﻒ
ﺍﻵﺧﺮ .
ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﻓﻜﺮﺕ ﻗﺎﺋﻠﺔ:
" ﻳﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﻗﺤﺔ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺆﺩﺑﺔ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺸﻜﺮﻧﻲ ."
ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﻠﺤﻈﺎﺕ ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻻﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﺣﻠﻮﻝ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻓﺠﻤﻌﺖ
ﺃﻣﺘﻌﺘﻬﺎ
ﻭﺫﻫﺒﺖ ﺍﻟﻰ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺻﻌﻮﺩ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻠﺘﻔﺖ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ
ﺍﻟﺬﻱ
ﺗﺠﻠﺲ ﻓﻴﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﻮﻗﺤﺔ .
ﻭﺑﻌﺪﻣﺎ ﺻﻌﺪﺕ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻭﻧﻌﻤﺖ ﺑﺠﻠﺴﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻫﺎﺩﺋﺔ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﻭﺿﻊ
ﻛﺘﺎﺑﻬﺎ
ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﺭﺑﺖ ﻋﻞ ﺍﻧﻬﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﺒﺔ , ﻭﻫﻨﺎ ﺻﻌﻘﺖ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﺣﻴﺚ
ﻭﺟﺪﺕ ﻛﻴﺲ
ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺷﺘﺮﺗﻪ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﻴﺒﺔ .
ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻔﻜﺮ " ﻳﺎﺇﻟﻬﻲ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻛﻴﺲ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﺫﺍﻙ ﻣﻠﻜﺎ ﻟﻠﺸﺎﺑﺔ ﻭﻗﺪ ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ
ﺃﺷﺎﺭﻛﻬﺎ ﺑﻪ"، ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﻭﻫﻲ ﻣﺘﺄﻟﻤﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻗﺤﺔ،
ﻏﻴﺮ
ﻣﺆﺩﺑﺔ، ﻭﺳﺎﺭﻗﺔ ﺃﻳﻀﺎ .
ﻛﻢ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﻈﻦ ﺑﻜﻞ ﺛﻘﺔ ﻭﻳﻘﻴﻦ ﺑﺄﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ
ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻜﻤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﻜﺘﺸﻒ ﻣﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﺑﺄﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ
ﻳﻜﻦ
ﺻﺤﻴﺤﺎ، ﻭﻛﻢ ﻣﺮﺓ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺂﺭﺍﺋﻨﺎ ﻧﺤﻜﻢ
ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺑﺴﺒﺐ ﺁﺭﺍﺋﻨﺎ ﺍﻟﻤﻐﺮﻭﺭﺓ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ . ﻫﺬﺍ ﻫﻮ
ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻔﻜﺮ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻧﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ...
ﺩﻋﻮﻧﺎ ﺩﻭﻣﺎ ﻧﻌﻄﻲ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻧﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ
ﺳﻴﺌﺔ