كشفت تقارير لمراقبي الأمم المتحدة في هضبة الجولان الأحد 7 ديسمبر/ كانون الأول عن تعاون بين إسرائيل و المعارضة السورية.
وتضمن التقرير تفاصيل اتصالات دائمة بين قيادات المعارضة السورية وضباط الجيش الإسرائيلي، وحسب التقرير، فقد عقد بين مطلع آذار/مارس 2014 وحتى نهاية مايو/أيار من العام ذاته 59 لقاء بين المعارضة والجيش الاسرائيلي تم خلالها نقل 89 جريحا سوريا إلى إسرائيل، وإعادة 19 سوريا وجثتين إلى الجانب السوري.
ولفت التقرير إلى أن العلاقة بين الطرفين بدأت منذ آذار/ مارس عام 2013 حين شرعت إسرائيل في استقبال الجرحى السوريين لمعالجتهم إضافة إلى بناء مستشفى ميداني في هضبة الجولان.
وكانت إسرائيل تزعم منذ البداية أن الجرحى الذين تعالجهم هم مدنيون يصلون إلى السياج الحدودي بمبادرة منهم، وبدون تنسيق مسبق، لتغير الرواية لاحقا. ويدعي الجيش الإسرائيلي أن عملية نقل الجرحى تتم بالتنسيق مع مواطنين سوريين وليس مع المعارضة المسلحة.
وجاء في التقرير أن قوات المراقبين رصدت بين ديسمبر/كانون الأول 2013 ومارس /آذار 2014، عدة لقاءات بين مسلحي المعارضة السورية وقوات الجيش الإسرائيلي، كما شاهدت خلال فترة المعارك نقل للجرحى من قبل مسلحي المعارضة السورية إلى الجانب الإسرائيلي.
سوريا تحتج على التعاون بين اسرائيل والمعارضة السوريةوكان سفير سوريا لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، تقدم بعدة شكاوى إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ذكر فيها وجود تعاون مكثف بين إسرائيل والمعارضة السورية، واحتج على تقديم المساعدات
الإسرائيلية للمعارضة السورية ونقل المصابين إلى الجانب الإسرائيلي.
وجاء في تقرير المراقبين الدوليين أنه تم على بعد 300 متر من "موقع المراقبة 80" إنشاء مخيم تسكنه 70 عائلة من المهجرين السوريين.
من جانبه، أرسل الجيش السوري شكوى إلى قائد القوات الدولية كتب فيها أنه يعيش في المخيم "إرهابيون مسلحون يجتازون الحدود إلى إسرائيل" وهدد بقصفه ما لم يتم إخلاءه في أقرب وقت.
وأكد المراقبون في تقريرهم أن القوات الإسرائيلية سلمت صندوقين إلى المعارضة السورية لم يعرف ما بداخلهما، وسمحت لشخصين الدخول إلى أراضيها عبر البوابة الحدودية، ولم يشر التقرير إلى كون هذين الشخصين مصابين، أو الكشف عن سبب دخولهما إلى هناك.
سابقة تاريخية معارض سوري في إسرائيل AFP كمال اللبواني
وكان المعارض السوري كمال اللبواني أدى زيارة علنية إلى تل أبيب 13 سبتمبر/ أيلول 2014 وصفها بـ "الخطوة السياسية الواقعية في طريق السلام بين شعوب المنطقة".
وصرح اللبواني أن زيارته إلى تل أبيب هي" لتقريب المجتمع الإسرائيلي والمجتمع السوري، والعالم العربي عموما وكسر حالة التباعد والعزلة والعداء بينهم لأن المصالح المشتركة يمكن أن تكون مفيدة لكلا الطرفين أكثر من حالة العداء التي لم تجلب سوى التطرف والكراهية والحروب والدكتاتوريات التي دمرت البلدان والشعوب".
وكشف اللبواني عن تواصله مع عدة شخصيات أوروبية وأميركية وعربية وإسرائيلية قبل قدومه إلى إسرائيل وشدد على ضرورة خلاص الشعب السوري من الحكومة السورية والتطرف والإرهاب وكل ما يحصل له حاليا.
وتبرأ الائتلاف الوطني السوري من زيارة كمال اللبواني إلى إسرائيل مؤكدا موقفه الرافض للإحتلال الإسرائيلي كـ"موقف ثابت".
وأشار البيان أن زيارة اللبواني هو "تصرفٌ شخصي لا علاقة له بمواقف الشعب السوري، ولا بالائتلاف أو المعارضة السورية، وجميع مواقفه وتصريحاته لا تعبر إلا عن رؤيته الخاصة".
خط فك الإشتباك يشار إلى أن القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة والتي تعرف بتسمية "أندوف" أقيمت سنة 1974 في أعقاب حرب أكتوبر عام 1973 للفصل بين القوات السورية والإسرائيلية على هضبة الجولان.
وكان الإتفاق بين الدولتين آنذاك قد تضمن شريطا حدوديا عازلا عرضه بضعة كيلومترات ولا يجوز دخول قوات مسلحة أوعتاد عسكري إليه، وكانت القوات الأممية ترابط على طوله منذ قرابة 40 عاما إلى أن اندلعت الأزمة في سوريا.