قبل عدة عقود كان الأطباء يعتقدون أن الختان ما هو إلا عادة إسلامية قديمة ليس لها أي فائدة، بل كانوا يعتبرونها "مجرد تخلف" ولذلك لم يقرّوا هذه العادة التي نعتبرها عبادة بالنسبة لنا نحن المسلمين. فقد اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم هذه العادة من الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
واستمر المسلمون بممارسة هذا الختان أربعة عشر قرناً متمسكين به لأن الإسلام أمرهم بذلك. وبعد مرور سنوات طويلة انتشرت الأمراض الجنسية الخطيرة مثل الإيدز، بسبب كثرة الفواحش والإعلان بها. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الأمراض في زمن لم يكن أحد يتوقع ذلك!
يقول النبي الكريم صلّى الله عليه وسلم: (لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا) [رواه ابن ماجه]. ولما أعلن الغرب بالفاحشة وانتشرت المواقع الإباحية ومن قبلها الأفلام الخلاعية، بدأت الأمراض التي لم تكن معروفة من قبل بالانتشار وعلى رأسها الإيدز، تماماً كما أخبر سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم!! فوالله يا أحبتي لو لم يكن للحبيب محمد إلا هذا الحديث لكان يكفي ليشهد على نبوَّته وصدق رسالته، فكيف إذا كنّا أمام بحر من العجائب النبوية الشريفة؟!
والآن بدأ العلماء وبعد مرور سنوات طويلة يستيقظون ويعترفون بأهمية الختان الذي نادى به الإسلام قبل أربعة عشر قرناً! النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بالختان في زمن لم يكن هناك أجهزة طبية أو دراسات أو باحثين أو جامعات، ولكن كان لديه أهم من هذا كله، ألا وهو الوحي الإلهي!
بدأ الغرب يستيقظ ويعترف بفوائد الختان بل وينصح به طبياً للوقاية من العديد من الأمراض القاتلة. وذلك بعد أن تفشّت الأمراض الجنسية المُعدية، وربما أذكر تلك الدراسة التي تؤكد أن 25 بالمئة من فتيات أمريكا مصابات بأمراض جنسية معدية!!! ولكي لا أطيل عليكم دعونا نطلع على آخر ما وصل إليه العلماء في حربهم ضد الإيدز والهربس وغيرها من الأمراض.
نتائج الدراسة الجديدة التي نشرتها مجلة نيو إينغلاند
تم إجراء الدراسة على أفارقة بالغين وأثبتت وجود فوائد جديدة لختان الذكور، ومنها تقليل مخاطر الإصابة بسرطان القضيب وهو مرض نادر نسيباً، والإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب (HIV).
وقال واضعو الدراسة إن تكثيف الجهود لترويج نشر ممارسة الختان، في مناطق ترتفع فيها معدلات الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً، كأفريقيا، سيعود بفوائد صحية جمَّة، ويرتبط الهربس التناسلي بارتفاع مخاطر العدوى بفيروس نقص المناعة المكتسب، وفيروس الورم الحليمي البشري، المسبب للثآليل للجنسين، إلى جانب سرطان القضيب.
وقام فريق البحث من "برنامج راكاي للعلوم الصحية" في يوغندا، بالتعاون مع "جامعة جونز هوبكنز لمدرسة بلومبيرغ للصحة العام، في ماريلاند، وجامعة "ماكريري" في يوغندا، بإجراء تجربتين على 3393 من الذكور غير المختونين، تراوحت أعمارهم بين سن 15 إلى 49 عاماً، وقد ثبُت بموجبها خلو جميع المشاركين من الأمراض المنقولة جنسياً. وخُتن قرابة نصف المشاركين قبيل بدء الدراسة، ونفذت على البقية بعد عامين من انطلاق البحث.
وأدى الختان لتراجع مخاطر إصابة المشاركين بالهربس التناسلي بواقع 28 في المائة، ولكن لم يوفر الختان للذكور الحصانة من الإصابة بالسفلس (التقط 2 في المائة من بين المجموعتين)، وينتج السفلس عن نوع معين من البكتيريا تسمى spirochetes . هذه المكروبات ذات الشكل الحلزوني تدخل الجسم عن طريق الاتصال الجنسي أو الممارسة الجنسية مع شخص مصاب به.
ويعود الختان مجدداً للأضواء بعدما أثارت دراسة العام الماضي الجدل بشأن جدواه في خفض التقاط فيروس نقص المناعة المكتسب. وكانت دراسات سابقة قد أثبتت جدوى الختان في حماية الرجل من التقاط الفيروس HIV عند ممارسة الجنس مع نساء، وبواقع 48 في المائة إلى 60 في المائة في مناطق دول جنوب الصحراء الأفريقية. وخلص معدّو الدراسة إلى أن الختان نجح في تقليص مخاطر التقاط الفيروس بواقع 14 في المائة، وهي نسبة قليلة، إلا أن الباحثين يرون فيها قاعدة انطلاق للتجارب المستقبلية.
وأقول يا أحبتي...
لماذا ننتظر العلماء من غير المسلمين حتى يقوموا بمثل هذه التجارب، ولدينا الأسس والقواعد الصحيحة التي وردت في الطب النبوي والقرآن الكريم؟ ولماذا لا يقوم أطباؤنا بمثل هذه الدراسات ليثبتوا للعالم عَظَمَة ديننا الحنيف؟
ولذلك ندعو دائماً للقيام بتجارب طبية على أناس مسلمين ومقارنتهم بأناس من غير المسلمين، ودراسة تأثير الالتزام بتعاليم الدين على المؤمن، وبنظري هذا هو أسلوب الدعوة الأقوى في هذا العصر، فمراكز الأبحاث اليوم تقوم بملايين الدراسات العلمية كل عام، وقد أدى ذلك إلى ما نراه من تطور تقني وعلمي هائل لدى الغرب، فماذا قدّمنا نحن لخدمة كتاب ربنا والدفاع عن نبينا صلى الله عليه وسلم؟!