للحياة الزوجية خصوصية وأسرار تخص الزوجين وحدهما فقط، وإطلاع الآخرين عليها قد يتسبب في حدوث مشاكل لا داعي لها، مما يستدعي ضرورة المحافظة على خصوصية العلاقة الزوجية وخاصة من قبل الزوجة.
ود ومحبة
الأخصائية الاجتماعية عبير الشرفا بينت بأن الحياة الزوجية قائمة على الود والمحبة، وهي رباط مقدس من الله ، والله تعالى يبث المودة والرحمة في نفس الزوجين عند حدوث الارتباط مما يعينهما على تجاوز كثير من الأمور ومنها وجود فروق ظاهرة بينهما.
وقالت:" الأصل أنْ يكون الزوج أذكى وأحرص على أن تظل الأسرة متماسكة وقوية ويتغاضى عن الأخطاء التي تبدر من الزوجة، والعكس صحيح فالزوجة التي تريد المحافظة على زواجها عليها أنْ تتغاضى على كثير من الأخطاء التي تظهر في سلوكيات الزوج".
وأضافت:" فالحياة الأسرية السعيدة هي مشاركة بين الاثنين، وعليهما واجبات وحقوق يجب أنْ يقوما بها، وكلٌ منهما عليه مسئولية تجاه الآخر، فعلى الزوج أنْ يحترم زوجته ويقدرها ويراعيها ، فقد أمره القرآن باحترامها ومعاشرتها بالمعروف".
وتابعت:" وأوصى الإسلام الزوجة باحترام زوجها وتقديره وعدم التقليل من شأنه أمام أبنائه وأسرته وأسرتها، وللأسف الشديد هناك نوع من النساء تخرج مشاكل الأزواج خارج نطاق المنزل، مما يدمر العلاقة الزوجية، ويؤثر سلباً على الأبناء".
ونبهت إلى ضرورة أنْ يكون هدف الزوجة الأسمى المحافظة على هذه الأسرة، وأنْ تحترم زوجها وتضعه في مكانته الحقيقية، قائلة:" بدلاً من الخروج بالأسرار خارج المنزل يجب أنْ يكون بينهما صراحة ونقاش وحوار مفتوح بين الزوجين".
حل المشاكل
وأضافت الشرفا:" ينبغي أنْ يكون اللوم والعتاب بينهما بهدف حل المشاكل والتطوير، وتجنب الإساءة للطرف الآخر، وأسلوب التعامل يكون بينهما بالاحترام ، وكلمات الحب، ونبحث عن الإيجابيات ونتغاضى عن السلبيات، وأنْ تكون طريقة التعامل والألفاظ المستخدمة مؤدبة".
وأكدت على أنَّ سلوكيات الأزواج تكون تحت المجهر، فالأبناء يقلدون آباءهم، قائلة:" على الزوجة أنْ تحافظ على أسرارها الزوجية داخل بيتها، بل داخل غرفة نومها فقط، وبذلك نضمن أن يتم تجاوز أي مشكلة دون تدخل أي طرف ثالث".
وأشارت إلى أنَّ أسرار البيوت صارت تشكل مادة دسمة للمجتمع، ومن أكثر الأخبار التي تفتح شهية السامع أو السامعة هي ما يتعلق بخصوصيات وشؤون الأسر الأخرى، قائلة:" غالباً ما يأتي التدخل في الخصوصيات وامتلاك أسرار الغير بتشجيع من أفراد الأسرة نفسها وبالأخص الزوجة؛ لأن للمرأة نزعة نحو الثرثرة والفضفضة لصديقاتها بكل ما يضايقها مهما صغر أو كبر شأنه".
وأضافت: "هذا الأمر من شأنه إثارة القلق وزعزعة الاستقرار الأسري بالنسبة لها ولأفراد أسرتها، إن لم يؤد في الغالب إلى هدم البيت، وعندها ستتحسر وتندم على ما فعلته بيديها، وإفشاء أسرار البيوت، وتسريب الخلافات الزوجية، والبوح بخصوصيات قد تلحق الضرر بالبيت