البلاغة ـ أسلوب القصر
( القصر ) هو الحصر والحبس لغة، القصر من ضروب الإيجاز وهو من أهم أركان البلاغة
واصطلاحاً هو: تخصيص شيء بشيء ، والشيء الأول هو المقصور، والشيء الثاني هو المقصور عليه.
فلو قلت: ( ما محمد إلا رسول ) قصرت محمّداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الرسالة، بمعنى : انه ليس بشاعر، ولا كاهن، ولا إله لا يموت ... فمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مقصور، والرسالة مقصور عليها. ولو قلت: ( ما الرسول في آخر الزمان إلا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ) قصرت الرسالة في آخر الزمان على محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم )، فالرسالة مقصورة ومحمد مقصور عليه.
طرق القصر
1 ـ القصر بالنفي والاستثناء، قال تعالى: (وما محمّد إلا رسول قد خلت من قبله الرُسُل) .
2 ـ القصر بـ ( إنما )، قال تعالى: (إنَّما يخشى الله من عباده العلماء ) .
3 ـ القصر بحروف العطف: ( لا ) و( بل ) ( ولكن ) كقوله :
عمر الفتى ذكره لا طول مدّته وموته خزيه لا يومه الدانـي
وقوله: ( ما الفخر بالنسب بل بالتقوى ).
4 ـ القصر بتقديم ما حقه التأخير، قال تعالى: ( إياك نعبد وإياك نستعين ) .
ثم إن المقصور عليه في الأول: هو المذكور بعد أداة الاستثناء، كالرسالة.
وفي الثاني: هو المذكور في آخر الجملة، كالعلماء.
وفي الثالث: هو المذكور ما قبل (لا) وهو: ذكره، وخزيه، والمقابل لما بعدها كقوله: (الفخر بالعلم لا بالمال) والمذكور ما بعد (بل) و(لكن) وهو: بالتقوى، وبالأدب.
وفي الرابع: هو المذكور مقدّماً، كـ (إياك).
حدد طرفي القصر وطريقة القصر في الأمثلة التالية :
1ـ ( إنّما يخشى الله من عباده العلماء ) .
2ـ ( وما محمد إلا رسول ) .
3ـ على الطلاب المجتهدين نثني .
4ـ ما الأرض ثابتة بل متحركة .
5ـ ما الأرض ثابتة لكن متحركة .
6ـ الأرض متحركة لا ثابتة .
7ـ إلى الله أشكو إنّ في النفس حاجة تمرّ بها الأيام وهي كما هيا
8ـ أمواله في رقاب الناس من منن لا في الخزائن من عين ومن نشب
9ـ وما المرء إلا كالهلال وضوئه يوافى تمام الشهر ثم يغيب
10ـ ألا إنما الدنيا بلاغ لغاية فإما إلى غي وإما إلى رشد
11ـ ليس التعجب من مواهب ماله بل من سلامتها إلى أوقاتها