اضطراب الهلع وأعراضه
يحظى مرض يسمى بـ "اضطراب الهلع" باهتمام الناس بعد أن اعترفت بعض النجمات الكورية من ممثلي الأفلام والتلفزيون بمن فيهم الفنان الكوميدي "لي كيونغ كيو" والممثل السينمائي "لي بيونغ هون" والممثلة "كيم ها نول" وغيرهم بأنهم مصابون به منذ سنوات ، حيث قالوا إنهم يعانون من أعراض عديدة دون سبب مثل الشعور بالذعر والهلع الشديد المفاجئ والمتكرر والإحساس بالخطر المحدق أو الاختناق وغيرها وكأنهم على وشك الموت. إذن هل نحن آمنون من هذا المرض المرعب والمخيف؟ يقول هؤلاء المصابون باضطراب الهلع إنهم يعانون من نوبات هلع تحدث مفاجأة دون علامة مسبقة وتستمر لبضع دقائق دون أي سبب واضح. والأعراض التي تنجم عن أضطراب الهلع أعراض فيزيائية جسدية متنوعة ، كما يلي: مشاعر رعب مطلقة أو شعور بالتوتر الشديد في مواقف أو أماكن معينة، وتسارع نبضات القلب وألم في الصدر، وصعوبة في التنفس، والتعرق، والإحساس بالحرارة الشديدة، والإحساس بأن القلب كأنه على وشك التوقف، وصعوبة في البلع، وشعور بالإغماء وارتعاش القدمين، وخدر أو وخز في الأصابع وما إلى ذلك. وقد تحدث الأعراض مرة واحدة في العمر أو قد تتكرر لعدة أشهر وحتى سنوات عديدة حسب كل شخص. إذن ما هو اضطراب الهلع؟ إنه أحد اضطرابات القلق لكن حالته تتميز بنوبات خوف شديدة ومفاجئة متكررة تنتج من خلل في نظام الإنذار في الجسم ، علما بأنه من الطبيعي أن يشعر الإنسان بخوف شديد وتسارع نبضات القلب إذا واجه مثلا حيواناً بريّاً كالنمر أو الذئب في الغابة ، وهذه الأعراض هي استجابة تلقائية من الجسم تجعل الإنسان يتهيّأ للقتال أوالهرب. لكن الأعراض أو النوبات التي تنجم عن اضطراب الهلع تحدث فجأة دون وجود أشياء مخيفة حقيقية ، ولذا فهو مرض نفسي. وإذا تكررت هذه النوبات فإن ذلك يشير إلى أن الشخص مصاب باضطراب الهلع. ولكن في البداية قد لا يدرك الشخص أنه أصيب بهذا المرض بل يسيء الفهم ويعتقد أن لديه مشكلة في القلب أوالجهاز التنفسي أو أعراض السكتة الدماغية أو غيرها فيتجه مباشرة إلى قسم الطوارئ في المستشفى. غير أن اضطراب الهلع يمثل مرضاً في الدماغ حيث ينشط رد الفعل الدماغي بأكثر مما ينبغي. وقد تكون معاناة المرضى أكثر إيلاماً إذ لا يفهمهم حتى أفراد أسرهم ويشعر أفراد أسرهم بتعب شديد حيال نوبات الهلع والذعر التي تحدث مفاجأة وبشكل متكرر ودون سبب، ولذا يشكو المرضى أحياناً من أنه من الأفضل إصابتهم جسدياً كي يشاهد أفراد أسرهم حالتهم المرضية بشكل ملموس. ويقول الخبراء إن اضطراب الهلع قد يتطور بسهولة حتى يصبح مرضاً مزمناً ولو تحسنت الأعراض فقد تعود مرة أخرى إن لم يولي المريض اهتماماً كافيا بأسباب المرض . لذلك ينبغي على المريض أن يبذل أقصى جهده لتجنب العوامل التي تؤدي إلى تفاقم الأعراض مثل الإجهاد النفسي أوالعصبي المفرط والتوتر الشديد والإفراط في شرب الكحول وإدمان الكافيين وما إلى ذلك.