أخطاء صغيرة تقتل السعادة الزوجية
تحتاج السعادة الزوجية إلى جهد دءوب من الزوجين، وقد يفعل الزوجان ذلك،
ويبذلان قصارى جهدهما لتحقيق سعادتهما.
لكن أخطاء صغيرة أو هفوات غير مقصودة تذهب بهذا الجهد أدراج الرياح. وحتى
تتجنبي هذه الأخطاء وتحرصي على البعد عنها، عليكِ أوَّلاً بالتعرف عليها.
- تجنبي كثرة السخط وقلة الحمد:
فكثير من النساء إذا سُئلت عن حالها مع زوجها، أبدت السخط، وأظهرت الأسى واللوعة.
وتبدأ عملية المقارنة بينها وبين أختها أو جارتها أو صديقتها، وهي لا تدري
مدى تأثير ذلك على مشاعر الزوج. فعلى المرأة أن تدرك بأن شكر زوجها
والثناء عليه في حضوره وفي غيابه يزيده إعزازًا لها، وفي كتمان الشكر جحود
ودخول في كفر النِّعم. وليعلم الأزواج أن كلمات الشكر والتقدير بينهما
تؤثر على أبنائهما، فيعتادونها في البيت وخارجه عند تقديم أي كلمة طيبة أو
مساعدة لهم من أحد، فاعتياد التقدير وشكر الصنيع عادة تتكون داخل البيت،
وتمتد إلى كل مسائل الحياة.
- تجنبي كثرة المن: أيضًا من النساء من تقوم على خدمة زوجها وأهله، وتقدِّم كل ما تستطيع
تقديمه ماديًّا ومعنويًّا، ثمّ بعد ذلك تمنُّ على زوجها وتذكِّره بأياديها
السالفة وأفضالها، فتؤذيه بذلك.
- إياك وإفشاء الأسرار: كلا الزوجين مُطالب بكتمان أسرار زوجه وبيته، وهذا أدب عام حث عليه
الإسلام ورغّب فيه، سواء كانت تلك الأسرار بالعلاقة الزوجية أو بمشكلات
البيت. فخروج المشكلة خارج البيت يعني استمرارها واشتعال نارها، خصوصًا إذا نُقلت إلى أهل أحد الزوجين
حيث لا يكون الحكم عادلاً؛ لأنهم يسمعون من طرف واحد، وقد تأخذهم الحميّة تجاه ابنهم أو ابنتهم.
- الصمت عدو قاتل للحياة الزوجية:
ليس هناك أجمل من التواصل وشعور المرء أنّ هناك آخر يسمعه ويتأثر بكلامه،
ويشاركه لحظات السعادة البريئة، ويخفف عنه هموم الحياة وأحزانها..ساعتها
تنطلق المشاعر التي كانت حبيسة وتغرد في عش الزوجية مع شريك الحياة، ونصفها
الحلو.هكذا يعيد حوار بسيط المعنى للحياة، ويهوِّن مصاعب كثيرة.
أمّا افتقاده فإنّه يجعل الحياة بين الزوجين كالموت، ويحيلها إلى صحراء جافة، لا
ينمو فيها سوى الملل والفتور والكراهية الصامتة بين الطرفين.
ومع مرور الأيام يصبح عش الزوجية كئيبًا ومعتمًا، أو صامتًا صمت القبور.
لا شك أنّ الحياة الزوجية السوية تساعد الطرفين على الشعور بالتحقق
والتوافق النفسي، وتتيح الفرصة لكل منهما كي يتبنى أنماطًا سلوكية إيجابية
ومقبولة اجتماعيًّا.
والأهم أنّها تُسهم بشكل فعال في إعادة اكتشاف
الذات واستخراج الطاقات الكامنة وتنظيمها في سياق أُسري مترابط، يعطي
للحياة أجمل معانيها. ويعدّ الصمت بين الزوجين أحد الأسلحة الهدامة
التي تقضي على التوقعات الإيجابية المأمولة من الحياة الزوجية، والتي تجعل
كل شاب أو شابة يضحي بأشياء كثيرة -منها قدر من حرِّيته الشخصية- في سبيل
تأسيس حياة زوجية سعيدة.
عادة يترتب على الصمت الذي تغرق فيه العلاقة
الزوجية حدوث أزمة حقيقية، فالزوج يشعر أنّه يشقى في العمل، وأن زوجته لا
تقدِّر تضحياته أو ما يبذله من جهد، والزوجة من جهتها تشعر أن زوجها
يُهمِلها، وأنّه يعاملها كما لو كانت شيئًا من أشياء البيت، ليس أكثر..
إنّه لا يحترمها، ولا يستشيرها في أمر، ولا يهتم بمشاعرها، وإن فعل، فلكي
يتجنب الإحراج أمام الآخرين فقط.
من هنا يسود جو من عدم التفاهم، وعدم الثقة؛ نتيجة لانقطاع التواصل بين الزوجين.
كما أن معدل الحديث بينهما قد لا يتجاوز الدقائق يوميًّا، وقد يكون عن
أمور تافهة لا أهمية لها؛ مثل شراء ملابس الطفل، أو ماذا تأكل غدًا، وماذا
قالت فلانة! هذا الانقطاع وعدم التواصل هو السبب الأكبر في سوء التفاهم،
وفي الانفصال الرسمي أحيانًا.
فالطلاق العاطفي والنفسي قد يسبق الطلاق الفعلي، وحين يسود الصمت بين الزوجين
لا يعود هناك مجال للتفاهم، إلا إذا قرّر الاثنان العودة..