لا يزال شبح الخوف يُخيّم على الموالين وسكان البلديات الفلاحية التي تشتهر بتربية المواشي بغرداية نتيجة اتساع رقعة نشاط العصابات المتخصصة في سرقة المواشي، رغم التحريات التي باشرتها مصالح الدرك الوطني ضد مجهولين، حيث طالب مربو المواشي من طرف الجهات الأمنية بالعمل على تكثيف تحركاتها بعد تخوّفهم من استهدافهم من طرف العصابات الإجرامية.
كشفت بلديات غرداية أنها تسجل دوريا عمليات سطو لسرقة المواشي دون التوصل إلى الفاعلين، رغم محاولة الجهات الأمنية تضييق الخناق على هذه العصابات التي تستغل المناطق الصحراوية والبعيدة عن المدن لتنفيذ مخططاتها الإجرامية تحت وطأة التهديد بالأسلحة البيضاء.
وسجلت مدينة غرداية العديد من حالات السرقة التي استهدفت قطعان المواشي، حيث تعرضت العديد من الإسطبلات ومناطق البدو الرحل للسرقة ليلا من طرف عصابات مختلفة، والتي تتخذ أساليب مختلفة في إنجاز عملياتها، أغلبها السطو المباشر وعن طريق استعمال أسلحة بيضاء، حيث تعد كل من بلدتي ضاية بن ضحوة وسبسب مسرحا لعمليات سرقة مواشي متتالية في مناطق صحراوية بعيدة عن المدينة.
وعرفت دائرتي المنيعة ومتليلي بذات الولاية، عمليات مماثلة بحكم أن هذه المناطق تشتهر بتربية المواشي، الأمر الذي دفع بمربي المواشي إلى مناشدة الجهات الأمنية بضرورة التدخل لتفعيل مخططا أمنيا فعالا بالجهة على خلفية انتشار عصابات سرقة المواشي بمنطقتهم، وعبّر هؤلاء عن تذمرهم الشديد بعد استهداف مواشيهم من طرف مجهولين، حيث شهدت البلدية عدة حالات مماثلة في العديد من المناطق الفلاحية أخرها الأسبوع المنصرم، أين تم سرقة مواشي أحد المواطنين في حي البرج في جنح الليل، وهو ما دفع مصالح الدرك الوطني إلى فتح تحقيق معمق ضد مجهول، كما عرفت منطقة الجديد الفلاحية والفرد أحداثا مماثلة دون الكشف عن الفاعلين، ما جعل السكان يطالبون بتكثيف التحريات ووضع حد لهذه العصابات التي تنشط في المنطقة.
من جهة ثانية كشفت مصادر"الشروق" عن وجود عصابات جهوية تنشط في هذا المجال، حيث تقوم بسرقة المواشي وعرضها في الأسواق المحلية بولايات الجوار لغرض بيعها والتخلص منها، في الوقت الذي لاتزال فيه الأبحاث متواصلة من طرف مصالح الدرك الوطني للتوصل إلى هوية هذه العصابات التي تعرف دروب الصحراء وتستعين بسيارات وشاحنات لنقل مسروقاتها.
وعلى الرغم من أن السلطات الأمنية بغرداية شكلت فرقا أمنية للقيام بدوريات ببعض المناطق الصحراوية، إلا أن عمليات السطو لا زالت مستمرة حسب عدد من الموالين، ما جعل مربو المواشي في وجه لوجه من أجل التصدي لهذه العصابات ولو كلفهم ذلك استعمال بنادق الصيد لحراسة ممتلكاتهم.