اتخذت العديد من المقاطعات عبر التراب الفرنسي إجراءات أمنية استثنائية لمنع الجالية الجزائرية من الخروج إلى الشارع من أجل الاحتفال بعد لقاءات المنتخب الوطني خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا 2015 الجارية حاليا بغينيا الاستوائية.
وحسب ما نقلته مصادر إعلامية فرنسية، فإن السلطات المحلية للعديد من البلديات، لا سيما التي تعرف تواجد جالية عربية ومسلمة معتبرة خصوصا منها الجزائرية، تلقت مع اقتراب موعد انطلاق البطولة تعليمات صارمة وصفت بـ "السرية"، تدعوها إلى ضرورة اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة من أجل منع كل أنواع المظاهرات وعلى رأسها خروج الجزائريين للاحتفال بعد نهاية لقاءات الخضر.
وتتضمن ذات التعليمات، التي تزامنت مع تصاعد موجة المضايقات والعداء ضد كل ما هو مسلم وعربي عقب الأحداث التي عرفتها العاصمة الفرنسية باريس بعد الاعتداء الإرهابي على الصحيفة الساخرة "شارلي إيبدو"، رفع درجة التأهب لدى أفراد الشرطة والتصريح لها باستعمال القوة لمنع الجزائريين من التعبير عن فرحتهم في حالة فوز المنتخب الوطني. كما تنص ذات التعليمة على بعض الإجراءات القانونية العقابية التي ينبغي اتخاذها ضد الأشخاص الذين يرفضون الامتثال لأوامر رجال الأمن والتي تتراوح ما بين سحب رخصة السياقة والتوقيف والمتابعة القضائية. وكانت مدينة "روبي" المجاورة لمدينة ليل، شمال فرنسا، من بين البلديات التي أعلنت عن اتخاذ سلسلة من الإجراءات القانونية لمنع خروج الجزائريين للاحتفال عقب انتهاء المباراة الأولى للمنتخب الوطني أمام منتخب جنوب إفريقيا، وأصدرت البلدية مرسوما تنفيذيا خاصا بفترة إجراء "كان" 2015، يمتد من 19 جانفي الجاري إلى غاية 2 فيفري القادم يحدد حركة المرور خلال الفترة المسائية.
في ذات السياق، بررت الصحيفة الفرنسية "لافوا دي نور"، الإجراءات الأمنية المتخذة بتخوف السلطات من حدوث انزلاقات مع إمكانية استغلال هذه الاحتفالات في ظل الظروف الخاصة التي تعرفها فرنسا بعد مجزرة "شارلي إيبدو".
يذكر أن أصوات العديد من الأطراف العنصرية في فرنسا، على غرار حزب مارين لوبان كانت دائما تدعو إلى منع الجزائريين من الاحتفال ورفع العلم الجزائري في شوارع باريس وبقية المدن الفرنسية.