أشارت دراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ الأشخاصَ، الذين لديهم مستوياتٌ مُنخفِضة من بروتينٍ مُعيَّن, يُواجهون زيادةً في خطر الموت القلبيّ المُفاجئ الذي يحدثُ في الصَّباح.
قال الباحِثون إنَّ نتائجَ دراستهم يُمكن أن تُؤدِّي إلى طُرق جديدة في المُعالجة، من أجل التقليل من خطر هذه الحالة التي يتوقَّفُ القلبُ فيها عن الخفقان بشكلٍ مُفاجئ، نتيجةَ عدم الاستقرار الكهربائيّ.
قال الدكتور موكيش جين, من جامعة كيس وسترن ريزيرف في كليفلاند: "يُؤدِّي الموتُ القلبيُّ المُفاجئ، الناجم عن عدم الاستقرار الكهربائيّ, إلى ما يقرُب من 325 ألف حالة وفاة في الولايات المُتّحدة وحدها؛ ويشتمل هذا على 3 حالات وفاة بسبب أمراض القلب من كل 4, عند الأشخاص في أعمار تتراوح بين 35 إلى 44 عاماً".
"لا تُوجد فرصةٌ ثانية في جميع تلك الحالات التي تحدُث كثيراً؛ ومجرّدُ حدوثها يعني نهاية الإنسان. يُشير بحثُنا إلى الطرق المُحتَملة للتقليل من الخسائر في الأرواح, مثل الوصول إلى أدوية جديدة يُمكن أن تُقلّل من هذا الخطر".
يحدث الموتُ القلبيُّ المُفاجئ عادةً في الصَّباح, بين الساعة السادسة والعاشرة؛ تتبعه ذروة أصغر في نهاية فترة ما بعد الظهيرة. اعتقد العلماء لفترةٍ طويلة أنّ هناك صِلة بين الموت القلبيّ المُفاجئ الذي يُعدُّ السببَ الرئيسيّ لنوبات لقلب، والنَّظم اليوماوي عند الإنسان, أي ساعة الجسم التي تعمل 24 ساعة في الدِّماغ وتُنظِّم دورة النَّوم.
قال الباحِثون إنَّهم اكتشفوا بروتيناً يُعرف باسم KLF15, يُمارس دوراً في تنظيم النشاط الكهربائيّ للقلب. تتغيَّر مُستوياتُ هذا البروتين عبر فترة اليوم بشكل مُنتظم, من أجل السماح بدخول وخروج المواد إلى خلايا القلب، ومن ثمَّ الحفاظ على نبض طبيعيّ للقلب.
اكتشف الباحِثون في البداية أنَّ مستويات هذا البروتين تكون مُنخفضة عند المرضى الذين يُعانون من فشل القلب؛ ثم اكتشفوا بعد استخدام فئران التجارب أنّ الفئران التي لديها مستويات منخفضة من بروتين KLF15, لديها أيضاً نفس مشاكل القلب التي تُوجد لدى الأشخاص الذين تعرَّضوا إلى الموت القلبيّ المُفاجئ.
قال جين: "يبدو أنَّ الأشخاصَ، الذين لديهم مستويات مُنخفضة من بروتين KLF15, هم أكثر عرضة إلى هذه النوبات من الموت المُفاجئ، والتي تحدث في ساعات الصباح الباكر. نعتقد أنّه لو تمكَّنا بطريقةٍ ما من زيادة مستويات هذا البروتين عند المرضى الذين لديهم مشاكل في القلب, قد نستطيع التقليلَ من حدوث اضطرابات النّظم والموت القلبيّ المُفاجئ".
قال الباحِثون إنَّهم يتفحَّصون أدويةً تزيدُ من مستويات بروتين KLF15 في الجسم؛ ونوَّهوا إلى أنَّ هذا البروتين يُؤثِّرُ في عمليات أخرى في الجسم.
قال جين: "إذا استطعنا معرفةَ كيف تزيد هذه المُركَّبات من مستويات بروتين KLF15, قد نستطيع الحصولَ على علاجات أكثر دقّة في استهداف القلب بطريقة تمنع فيها الموت القلبيّ المُفاجئ؛ وفي نفس الوقت لا تتدخّل في العمليات الأخرى المُتعلّقة ببروتين KLF15. يُحاول باحِثون آخرون تطوير اختباراتٍ جينيّة للتعرُّف إلى الأشخاص الذين لديهم طفرة (تحوُّل) في جينة البروتين KLF15؛ والتي يُمكن أن تُعرِّضَهم إلى خطر الموت القلبيّ المُفاجئ".
هيلث داي نيوز, ماري إليزابيث دالاس,