تم تعريف هذا المرض من قبل منظمة الصحة العالمية في جنيف عام 1979م. ينتج داء السكري عن ارتفاع مزمن لمستوى السكر الجلوكوز في الدم. وهذا الارتفاع قد يكون وراثياً أو بيئياً أو نتيجة لعوامل كثيرة أخرى.
في كثير من الحالات تؤثر هذه العوامل مجتمعة بحيث يكون الداء السكري هو العاقبة. إن هرمون الأنسولين هو المنظم الرئيسي لمستوى الجلوكوز في الدم. تقوم خلايا بيتا في البنكرياس بتصنيع وإفراز هذه الهرمون في الدم.
داء السكري هو مرض يعرف بارتفاع مستوى السكر في الدم عن الحدود الطبيعية وظهوره في البول هو عبارة عن ارتفاع مستوى السكر في الدم يحدده الأطباء عندما تزيد نسبة السكر في الدم والمريض صائم عن 7مول/لتر أو 126مغ/1000 ملل. ويوجد قدر من السكر في دم كل إنسان لحاجة الجسم إليه كمصدر للطاقة. ويحصل الإنسان على هذا السكر من تناوله للأغذية النشوية والسكرية (الكربوهايدرات) وهذه الأغذية تهضم في القناة الهضمية وتتحول إلى سكر الجلوكوز الذي يمتص في القناة الهضمية ليذهب إلى مجرى الدم ويمكن للجسم الاستفادة منه كمصدر للطاقة، وتتميز هذه العملية بالبطء مما يجعل كمية السكر في القناة الهضمية تمتص تدريجياً إلى الدورة الدموية، وعندما نتناول كميات كبيرة من المواد الكربوهيدراتية فإن هذا يعني وجود كمية كبيرة من السكر في القناة الهضمية وبالتالي زيادة ارتفاع مستوى السكر الممتص في الدورة الدموية بكمية تزيد كثيراً عن احتياج الإنسان للسـكر كمصدر للطاقة لذلك تخزن هذه الكمية في الكبد (المخزن الرئيـسي) والعضلات ليتزود بها الإنسان عندما تقل كمية الطاقة الداخلة للجسم على صورة طعام، ويستطيع الجسم تنظيم كمية السـكر الموجودة في الدم بعناية فائقة إذ ترتفع كمية السكر في الدم بعد تناول الوجبة الغذائية تدريجياً ويخزن الزائد بسرعة وكفاءة عالية في الكبد والعضلات حتى لا يتجاوز مستوى السكر في الدم عن حد معين وبهذه العملية يعود السكر إلى مستواه الطبيعي.
يحتاج جسـم الإنسان للطعام من اجل النمو وتجديد الخلايا، كما أن الطعام يزود الجسم بالطاقة الضرورية للحركة. والجلوكوز، هو أحد أنواع السكر الناتج عن عملية هضم جزء من الطعام، وضروري للحصول على الطاقة.
وفي الجسم غدة تسمى البنكرياس تقع خلف المعدة تقوم في الجسم السليم بإفراز مادة يطلق عليها اسم ((هرمون الأنسولين)) مهمتها الالتصاق بأماكن محددة على جدار الخلايا الخارجي لإدخال الجلوكوز الموجود في الدم إليها.
وفي حالة حصول نقصان في كمية الأنسـولين أو وجود خلل ما في الأماكن المحددة لهرمون الأنسـولين على الخلايا، تزداد كمية الجلوكوز (السـكر) في الدم، وعندها يمكن أن تظهر على المريض أعراض داء السكري.
قد تعود زيادة السكر في الدم إلى عدم وجود هرمون الأنسولين أو لنقصه أو لزيادة العوامل التي تعاكس أو تضعف مفعوله. وهذا يعني أن هناك اختلالاً في التوازن بين كمية الأنسولين المفرزة وبين كمية السكر في الدم. يؤدي هذا الاختلال إلى تغيرات واضطرابات في التمثيل الغذائي للنشويات. إن أسباب هذا الضرر لم تعرف بعد، وإن أبدى العلماء العديد من النظريات لتفسير هذا العطل ومنها:
ـ عامل المناعة: عند إصابة الطفل بالتهاب ما، يبدأ الجسم مكافحة هذا الالتهاب عبر المناعة الطبيعية، ولكن عندما تتكون الأجسام المضادة لهذا الالتهاب فإنها تكون مضادة أيضًا لخلايا «بيتا» في البنكرياس فتحطمها كما تحطم الجرثومة المسببة للالتهاب.
ـ عامل الالتهابات: وتقول هذه النظرية إن الجرثومة المسببة للالتهاب، وعادة ما تكون فيروسًا، تذهب عن طريق الدم إلى البنكرياس وتحطم خلايا «بيتا» بطريقة مباشرة.
ـ عامل الوراثة: ويؤدي هذا العامل دورًا ليس كبيرًا، حيث يزداد احتمال إصابة الطفل بالسكري عند وجود أخ أو أخت من أبويه معًا مصاب بالسكر ولكنه لا يزيد على نسبة 10% وتزداد هذه النسبة عند التوائم لتصل إلى 40%.
وهناك نوعان من مرض السكري:
الأول : مرض السكري المعتمد على الأنسولين ويسمي النوع الأول .
الثاني : مرض السكري غير المعتمد على الأنسولين ويسمي النوع الثاني . وتجدر الإشارة هنا إلى أن مرض السكري ليس معدياً .
وسنتحدث أولاً عن النوع الأول الذي يحصل نتيجة لفقدان أو تحطم خلايا "بيتا" في غدة البنكرياس وخلايا "بيتا" هي المسؤولة عن إنتاج الأنسولين . والأنسولين هو الهرمون الذي ينقل السكر إلى الخلايا لإنتاج الطاقة . وفي حالة مرض أو عطب خلايا "بيتا" يتوقف إنتاج الأنسولين وتحرم الخلايا من السكر الذي يتراكم في الدم ويؤدي إلى المضاعفات مستقبلاً .
ومن أعراض السكري النوع الأول مايلي :
- نقص الوزن .
- إحساس شديد بالعطش والجوع .
- عدم وضوح الرؤية .
- إحساس بالتعب والإرهاق الشديدين .
- غيبوبة في الحالات الشديدة .
أما النوع الثاني وهو السكري غير المعتمد على الأنسولين فيحصل إما بسبب نقص كمية الأنسولين (ليس فقده) المفرز من خلايا "بيتا" ، أو أن خلايا الجسم تكون مقاومة للأنسولين ولا تحس بوجوده رغم توفره بكثرة لعدة أسباب من أهمها : السمنة وزيادة الوزن . ولذلك لا يعمل على إدخال السكر لداخل الخلايا . والأعراض هنا قد لا تكون واضحة كما هي الحال في النوع الأول . وقد يكتشف السكري نتيجة تحليل الدم لسبب آخر .
ومرض السكري مرض مزمن لا شفاء له ، غير أنه يمكن التحكم فيه بعدة وسائل منها :
- الحمية الغذائية .
- ممارسة التمارين الرياضية .
- إنقاص الوزن لمرضى السكري من النوع الثاني , وهذه الوسائل الثلاثة تساعد على تعديل مستوى السكر في الدم ومساعدة الخلايا على الاستفادة من الأنسولين والسكر الموجودين في الدم .
بالنسبة لمرضى السكري من النوع الأول لابد من استخدام حقن الأنسولين بالإضافة لممارسة الرياضة والحمية الغذائية .
أما بالنسبة لمرض السكري من النوع الثاني ففي حالة فشل الوسائل الثلاثة السابقة ، لا بد من استخدام أدوية خافضة للسكر سواء أكانت حبوباً أو حقن الأنسولين حسب ما يراه الطبيب المعالج .
ويمكن أن نقول
هناك علاج سريع كأن يأخذ المريض عصيرًا محلى أو قطعة من السكر أو ثلاث حبات من التمر أو أخذ وجبة طعام كاملة أو إسعاف المريض إلى أقرب مستشفى لأخذ سائل السكر.
أما العلاج المعتاد فإنه يعتمد على أخذ الوجبات الرئيسية بانتظام دون تأخر وأخذ وجبة خفيفة قبل الرياضة مع عدم ترك الوجبات الخفيفة الثلاث. هذا إلى جانب التأكد من جرعة الدواء قبل تناوله.
إن تغذية مرضى السكر من «النوع الأول» ليس أمرًا صعبًا سواء من حيث استيعاب نوعية الغذاء أو تطبيقها على مريض السكر، فالمريض يستطيع تناول غذاء يتناسب مع احتياجاته وعاداته الغذائية حال حصوله على المعلومات الأساسية التي تجعله قادرًا على اختيار غذائه بنفسه، بعد أن يحدد له الطبيب كمية الأنسولين وكذلك اختصاصي التغذية الغذاء المناسب يوميًا، وهذا لا يعني منع المريض من السكر أو النشويات المعقدة كالبطاطس والموز. فمن حقه تناول الأطعمة المتنوعة بعد تحديد الكمية، وهذا ما يسمى قائمة البدائل. لذا يجب على الأهل ألا يحرموا طفلهم المصاب من الأطعمة الموجودة في قائمة البدائل مع إبعاده عن (الحلويات والفشار والشيبس والمشروبات الغازية) لأنها تضره ولا تفيده.
ولعل مشكلة الطفل مع الحمية الغذائية تبرز واضحة، كأن يأكل أكثر أو أقل من الكمية المحددة. وهنا يأتي دور الأهل في إقناعه. ويجب أن نعرف أن لكل طفل كمية سعرات حرارية خاصة به، تتم ترجمة هذه السعرات إلى أطعمة متناولة، ويعتمد هذا الأمر على عمر الطفل أو وزنه أو طوله وجنسه وكذلك نشاطه. والهدف من هذا منع حالات هبوط السكر والتحكم فيه عند مستوى سكر الدم.
الحمية الغذائية
وهي غذاء متوازن ومعدل، بحيث لا يحتوي على المواد السكرية البسيطة (وهي كل طعام ذي مذاق حلو: الحلويات ـ المشروبات الغازية ـ العصائر غير الطبيعية المحلاة والعلكة وغير ذلك من الحلويات المصنعة غير المفيدة). من هنا يجب أن يهتم الأهل كثيرًا بوجبات طفلهم المريض بأن يعودوه أكل المفيد من فواكه وخضار ووجبات خفيفة لجعل نسبة السكر في الدم دون زيادة أو نقصان. فيمكن إعطاء الطفل (نصف صامولي + جبنة + خيار + جزر) أو (علبة زبادي + خيار + حبة فاكهة) وهذه العناصر أهم بكثير وأنفع من السكاكر صحيًا وغذائيًا.
فالغذاء السليم يجعل المريض ينمو بصورة طبيعية جسمانيًا وعقلانيًا. كما يجب على الأهل تعليم الطفل كيفية تعرضه لأعراض انخفاض السكر وارتفاعه لكي يستطيع اتخاذ الخطوة السليمة ويتفادى الدخول في غيبوبة السكري وتبعاتها.
وأيضًا تأكيدهم أهمية غسل اليدين والشعر وتقليم الأظفار وغيرها من أمور تعنى بالنظافة.
معاملة الوالدين:
يجب أن تكون معاملة الأهل للطفل المصاب بداء السكري طبيعية جدًا، إذ إن الصحة النفسية للطفل تعتمد نوعًا ما على نوعية انفعال الوالدين ومداه وآلية تربيتهم. وعلى الوالدين تجنب الخوف الزائد والإفراط في تدليل الطفل بحجة أنه مريض، لأن هذا يوجد لديه نوعًا من التوتر النفسي. بل على العكس يجب أن نولد فيما بينه وبيننا جوًا من الود والتفاهم. فتعامل الأهل وكذلك الفريق المعالج يعتبر من الأركان الأساسية للتحكم والتعايش بأمان مع السكري.
نصيحة: إن معظم النباتات التي تستعمل لعلاج السكر بواسطة الأطباء الشعبيين والعطارين كالحنظل والمر والزعتر وغيرها تحتوي على مواد تخفض نسبة السكر في الدم وتحتوي كذلك على مضار جانبية كثيرة لذا ننصح بعدم استعمالها وخصوصًا للأطفال.
تحليل السكر في المنزل
تحليل نسبة السكر في المنزل من الأمور المهمة في العلاج حيث يقوم المريض بتدوين النتائج في جدول خاص به.
النسبة الطبيعية للسكر بالدم:
قبل الأكل:
من80 ملج إلى 120 ملج/ دسلتر
من 4 مليمولات إلى 6 مليمولات / لتر
بعد الأكل بساعتين أو خلال الليل:
من140 ملج إلى 200 ملج / دسلتر
من 7 مليمولات إلى 10 مليمولات/ لتر
أهمية هذا التحليل: أنه يقلل المضاعفات المزمنة، والكشف المبكر عند حدوث ارتفاع أو انخفاض في نسبة السكر. وأيضًا المساعدة على استقرار نسبة السكر في الدم، إضافة إلى أنه يساعد على تحديد طرق العلاج وجرعات الأنسولين
وقد يؤدي السكر لمضاعفات عديدة منها :
1- ارتفاع مستوى السكر في الدم فوق 24 مم/دسل . ومن أعراضه الإحساس بالعطش الشديد والبول المتكرر والتعب والغثيان . وقد يؤدي هذا إلى زيادة الأحماض الأمينية في الدم ، لأن الخلايا حينما تحس بالجوع الشديد تلجأ إلى الدهون فتكسرها لإنتاج الطاقة ، وهذا التكسير ينتج عنه الأحماض الأمينية التي إذا زادت في الدم تحدث تأثيراً سيئاً في الجسم قد يؤدي إلى فقدان الوعي والإغماء .
2- انخفاض مستوى السكر في الدم : ويكون إما بسبب زيادة جرعة الدواء أو الإهمال أو تقليل كمية الطعام أو بسبب عمل مجهد للجسد شديد لفترة طويلة . ومن أعراضه الرعشة والتعب والجوع والدوار وعدم التركيز . وفي حالة الانخفاض الشديد قد يحصل فقدان للوعي ، وإغماء بسبب نقص كمية السكر المغذية لخلايا المخ ، لذا يجب ملاحظة انخفاض السكر وعلاجه على وجه السرعة .
3- مضاعفات أخرى قد تحدث بعد عدة سنوات من الإصابة بالسكري بسبب عدم التحكم الجيد بمستوى السكر في الدم فتصاب العينان أو الكليتان أو القلب أو الأعصاب . وأهم وسيلة لمنع أو تقليل المضاعفات هو التحكم الجيد بالسكر من خلال الحمية الجيدة وممارسة الرياضة بشكل منتظم والاهتمام بأخذ الأدوية في وقتها بالجرعة الصحيحة .
سكري الحمل
بعض السيدات الحوامل قد يصبن بارتفاع السكر في الدم بالرغم من أنهن لم يسبق لهن الإصابة بالسكر قبل الحمل ، ويطلق على هذا النوع من السكري (سكري الحمل) . وسكري الحمل يصيب حوالي (4%) من مجموع النساء الحوامل ، وقد يرجع سبب ارتفاع السكر لدى الحوامل إلى بعض الهونات التي تفرزها المشيمة للحفاظ على تغذية الجنين داخل الرحم . ويحدث هذا الارتفاع عادة بعد الشهر الرابع من بدء الحمل ولذا يحرص الأطباء على عمل فحوصات للسكر بعد شرب مقدار معين من الجلوكوز .
ما تأثير الحمل على الجنين؟
عندما ترتفع نسبة السكر في دم الأم ، يعبر السكر جدار المشيمة وينتقل إلى دم الجنين بينما هرمون الأنسولين لا يستطيع ذلك بسبب كبر حجمه بالمقارنة مع السكر ، وهذا يؤدي إلى ارتفاع السكر في دم الجنين مما يحفز البنكرياس لديه إلى إفراز كميات زائدة من الأنسولين مؤدياً إلى زيادة وزن الجنين وكبر حجمه مما قد يؤدي إلى عسر في الولادة .
وبسبب زيادة إفراز الأنسولين قد يصاب الوليد بعد الولادة مباشرة بانخفاض مستوى السكر في الدم وقد يصاحبه صعوبة في التنفس . وزيادة إفراز الأنسولين لدي الجنين قد تؤدي للإصابة بالسمنة عند الكبر ومن ثم التعرض للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني . لا تحدث عادة تشوهات في الجنين في حالة إصابة الأم بسكري الحمل لأن ارتفاع السكر يحدث بعد انتهاء عملية تشكيل الأعضاء وتكوينها .
العلاج :
تعتبر الحمية الغذائية الصحيحة والتمارين الرياضية المناسبة الخطوة الأولى في العلاج ، وقد تحتاج الحامل لإجراء تحاليل متكررة للدم ، أو قد تحتاج لحقن الأنسولين بشكل منتظم خلال فترة الحمل .
يعود السكر إلى مستواه الطبيعي عادة بعد الولادة ، غير أن السيدة تكون معرضة للإصابة به كرة أخرى في حملها القادم . وفي بعض الأحيان قد يستمر الارتفاع في مستوى السكر بعد الولادة ويتطور إلى سكري من النوع الثاني ولذا لابد من فحص السكر في الدم بعد ستة أسابيع من الولادة ومن ثم بشكل دوري كل سنة إذا كانت النتيجة طبيعية . وعند ملاحظة ارتفاع مستوى السكر في الدم تبداً خطوات العلاج لمرض السكري حسب ما أشرنا إليه سابقاً
داء السكري وصيام شهر رمضان
قال الله تعالي : ” يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون ” .
لقد خص الله شهر رمضان بميزات وفضائل عظيمة جعلت هذا الشهر عزيزاً علي نفس كل مسلم ومسلمة يترقبه الفرد ويسعد بقدومه ويفرح بما فيه من صيام وصلاة وعبادات، ولما في هذا الشهر من عبادات وطاعات تؤثر تأثيراً مباشراً علي الصحة كان علي المصاب بداء السكري مراعاة ذلك التأثير، وبما أن للصيام أثـر إيجابى علي هؤلاء المرضي يبقى علي المريض مراعاة جانب الغذاء والدواء فى هـذا الشهر والذي يختلف اختلافاً كلياً عن باقي أشهر السنة.
إن هذا المنشور يسعى إلي توضيح هذا الأمر وبسطه ليتسنى للمريض معرفة ما يجب مراعاته خلال هذا الشهر، ونؤكد أن هناك قسم من المصابين بهذا الداء لا يمكنهم الصيام بتاتاً وذلك أخذاً بالرخصة الشرعية إتباعاً لقوله تعالي (فمن كان منكم مريضاً أو علي سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر).
أهمية الموضـــوع :
تبرز أهمية التوعية فى هذا الموضوع للمصابين بداء السكري وغيرهم ممن لهم علاقة بالمصابين وذلك للتغير الحاصل فيما يلي:
أ ـ النظام الغذائي.
ب ـ النظام اليومي.
ج ـ النظام العلاجي.
ففي يوم واحد تتغير هذه الأنظمة بصورة مفاجئة من النظام العادي فى الأيام العادية إلي نظام الصيام خلال شهر رمضان ثم تتغير مرة أخرى وبشكل مفاجئ أيضاً يوم العيد ومن ثم خلال شهر شوال.
أولاً : تغير النظام الغذائي :
يتغير النظام الغذائي خلال شهر رمضان ليشمل الأمور التالية:
1. تغير عدد الوجبات : مما لا شك فيه أن الغالبية العظمى من المصابين يتناولون ثلاث وجبات يومية ممثلة بالفطور والغداء والعشاء قد يتخللها وجبات خفيفة، أما فى شهر رمضان فإن الوجبات تقل عدداً لتصبح إفطاراً وسحوراً قد يتناول الفرد وجبة خفيفة بينهما، إن هذا يعني تعرض الشخص لارتفاع فى نسبة السكر فى الدم مرتين بدلاً من ثلاث مرات يومياً.
2. تغير أوقات الوجبات : يتغير وقت الوجبات اليومي نظراً للصيام خلال اليوم مما يعنى أن التوزيع الحاصل علي وجبات الغذاء اليومي المعتاد، (الإفطار صباحا والغداء ظهراً والعشاء ليلاً) تتحول إلي إفطار عند الغروب وسحور قبل الشروق وهذا يعنى أن الإرتفاع الحاصل على نسبة السكر في الدم يتحول من ثلاث مرات صباحاً وعصراً ومساءًا إلي مساءًا وعند الصباح الباكر مما يجعل تغيير العلاج ملازماً للتغير الحاصل فى الغذاء.
هذا علماً بأن هناك شواذ لهذه القاعدة كمن يتناول وجبة الإفطار بعد المغرب بساعة أو من يتناول وجبة السحور في الساعة 12 من منتصف الليل.
3. تغير مكونات الوجبات : يحصل تغير فى مكونات الوجبات الغذائية خلال شهر رمضان حيث يأخذ التمر حيزاً واضحاً في مائدة الإفطار يشاطره العصير بأنواعه المختلفة. أما ما تشتمل عليه المائدة عند معظم الناس فإن ذلك يشتمل على المقليات وعلي رأسها السمبوسك والحساء بأنواعه إضافة إلي الحلويات المختلفة والوجبات الغنية بالدهون والنشويات.
4. تغير السعرات الحرارية : إن التغير الحاصل على عدد الوجبات وأوقاتها ومكوناتها له تأثير مباشر علي كمية السعرات الحرارية اليومية للصائم، حيث يحصل نقص عام في إجمالي السعرات الحرارية وخصوصاً في الأيام الأولي للصيام نظراً لأثر الصوم علي شهية الصائم.
ثانياً : تغير النشاط اليومي :
يؤثر الصوم على النشاط اليومي للفرد فيقل فى الغالب خلال النهار ويزداد خلال فترة الليل وخصوصاً لدى من يؤدون صلاة التراويح والقيام مما ينعكس بصورة واضحة على نسبة السكر فى الدم، بل أن النشاط الزائد خلال فترة الصوم قد يؤدي إلى إنخفاض نسبة السكر فى الدم.
ثالثاً : تغير النظام العلاجي :
مما سبق يتضح التغير الواضح فى نظام الغذاء والنشاط اليومي والذي بدوره يحتم تغير النظام العلاجي، يكون هذا التغير تحت إشراف طبيبك المعالج وطبقاً لإرشاداته سواء كنت ممن يتعاطى الحبوب أو حقن الإنسولين علماً بأن عدم استشارة طبيبك قد يعرضك إلى إنخفاض شديد فى خلال فترة الصيام أو إرتفاع شديد فى خلال فترة الفطر.
نصائح عامة للصائم :
1. إنخفاض نسبة السكر في الدم : مما سبق يتضح أن تغير الأنظمة الثلاثة يؤدي إلى زيادة الفترة بين الوجبات إضافة إلى نقص فى إجمالى السعرات الحرارية مما يؤدي إلى حصول حالات الإنخفاض في نسبة السكر في الدم والتي تختلف في الشدة من أعراض الإنخفاض الخفيفة إلى الإغماء الكامل، لذلك فإن على المصاب مراعاة هذه الأعراض والمشتملة على : التعرق ـ حصول الرعشة (الرجفان) ـ الفتور العام في الجسم ـ زيادة في ضربات القلب ـ الهلع والشعور بالجوع الشديد ـ الشعور بالدوار ـ الصداع ـ الإختلاج والسبات (الإغماء).
2. التخمة وأعراض زيادة نسبة السكر في الدم : يصاحب هذه الحالة إرتفاع في نسبة السكر في الدم تشمل أعراض الإرتفاع المعروفة لدى المصاب وذلك عند تناول كميات من الأغذية بصورة زائدة وخلال فترة وجيزة، وتشمل هذه الأعراض ما يلي: الشعور بالعطش الشديد ـ زيادة في التبول ـ حصول الغثيان والتقيئ ـ حصول الجفاف وصعوبة في التنفس.
3. وجبة ما بين الإفطار والسحور : تبرز أهمية هذه الوجبة في إيجاد التوازن الغذائي وحصول إنضباط في نسبة السكر في الدم خلال فترة الإفطار وبعد تناول العلاج.
4. طريقة تناول العلاج : إن تناول الحبوب الخافضة للسكر يجب أن يكون قبل تناول وجبة الطعام بـ 15 دقيقة ويمكن للصائم المصاب بداء السكرى الإلتزام بذلك أثناء وجبة الإفطار بتناوله تمرة أو تمرتين مع كمية من الماء ثم يأخذ علاجه المطلوب وبعد أدائه لصلاة المغرب يتناول وجبة إفطاره كالمعتاد، أما وجبة السحور فيتناول علاجه قبلها بـ 15 دقيقة.
5. يوم العيد : ذكرنا بأنه خلال هذا اليوم يحدث تغير مفاجئ فى النظام الغذائى المتبع خلال شهر كامل، وخاصة بأنه في يوم العيد تكون الوجبات الغذائية غنية جداً بالمواد الدسمة والنشويات، لهذا يجب علي الصائم المصاب بداء السكرى أن يكون التحول في نظامه الغذائي تدريجياً وذلك منعاً لإصابته بالتخمة وزيادة السكر في الدم.
وفي النهاية ننصح الإخوة الصائمين المصابين بداء السكري بإتباع التعليمات السابقة لكي يكون صيامهم عاملاً مساعداً في التحكم بمرضهم وليس عامل ضرر عليهم. ونتمنى لجميع الصائمين صياماً مقبولاً وإفطاراً شهياً إن شاء الله.
هل للرياضة أثر علي مريض السكر؟
فوائد الرياضة:
تعطي الرياضة فوائد عظيمة لمن يمارسها، فهي تزيد من مرونة الجسم وتحسن الدورة الدموية وتنشطها وتقلل الأعباء النفسية، تحمي من الإصابة بكثير من الأمراض.
ووجد أن مرضي السكر الذين يمارسون الرياضة بانتظام يكونون أقل عرضة بمضاعفات مرض السكر عن غيرهم.
- كيف يكون للرياضة أثر مباشر علي مريض السكر:
- تقلل من نسبة السكر بالدم والأنسولين المحتاجة للجسم.
- تقلل من الشهية الزائدة لدي مريض السكر لذا فهي تساعد الأنسولين علي أن يعمل بكفاءة.
- تقوم الرياضة بحرق السعرات الحرارية بالجسم وتؤدي إلي تقليل الوزن الذي يكون مهم جداً لمرضى السكر من النوع الثاني (Type II) الذين يعتمدون في علاجهم علي الأدوية والحبوب وليس الأنسولين.
- كيف تبدأ ببرنامج رياضي لمريض السكر؟
- قبل بداية القيام بالتمارين يجب استشارة طبيبك الذي سيعطيك برنامج معين يتناسب مع ظروفك الصحية.
- وهو أيضاً يقوم بتحديد نوع الرياضة وكيفية أدائها. لابد أن تحمل أثناء ممارستك للرياضة بطاقة تفيد بأنك مريض سكر - لعمل الإسعافات الأولية إذا تعرضت لضرر ما.
- كيف تتجنب كمريض سكر الهبوط المفاجئ في نسبة السكر في الدم؟
- إن مريض السكر عرضة لهبوط نسبة السكر بالدم أثناء الرياضة، لذا لابد من قياس نسبة السكر بالدم قبل بداية الرياضة. إن كانت نسبة زيادة السكر بالدم قبل بداية الرياضة 70 فأقل فعليك بأخذ وجبة خفيفة قبل البدء ثم بعد ذلك تقليل نسبة الأنسولين في الجرعة القادمة ولابد أيضاً من قياس السكر باستمرار أثناء التمارين كل 15 دقيقة بالنسبة للمبتدئين على أن يتم قياسه على فترات أطول بالنسبة لمن اعتادوا على القيام بالتمارين.
- ولابد من قياس نسبة السكر بعد الانتهاء فوراً من التمارين، ثم بعد 4 - 5 ساعات لأن المريض يكون عرضة لهبوط مفاجئ في خلال حوالي 24 ساعة بعد التمرين.
- إن كان مريض السكر يعاني من ارتفاع شديد في نسبة السكر فلابد من تقليل السوائل التي بها نسبة سكر عالية مثل المياه الغازية.
- ولكن لابد من شرب سوائل كثيرة بعيداً عن القهوة والكحوليات أو المشروبات التي تحتوي على سعرات حرارية أثناء التمارين أو بعدها لأن الجسم يفقد السوائل في المجهود ويتخلص من السكر الزائد بالدم.
- إن كنت مريض سكر ولا تعتمد في العلاج علي الأنسولين ولديك نسبة سكر عالية بالدم خاصة في فترة الصباح - ربما يكون دافع لك للقيام بممارسة الرياضة بعد الساعة الرابعة مساءاً التي ربما تقلل من إنتاج السكر الزائد بالكبد خلال المساء.
- إذا كانت نسبة السكر في الدم عالية بعد الأكل فالمشي بعد الأكل يكون عامل مساعد لتقليله في الدم. والعكس صحيح إذا كانت نسبة السكر مرتفعة قبل الأكل فالمشي قبل الأكل يقلل من نسبته.
. - ما هي خطوات الرياضة المتبعة لمريض السكر ؟
1- الرياضة المناسبة لتمارين الدورة الدموية وتشمل المشي والسباحة والدراجات وتمارين اللياقة البدنية ذات مجهود متوسط علي الموسيقي.
2- أداء هذه التمارين من 3 - 5 مرات في الأسبوع ويستغرق التمرين الواحد ما بين 20 - 40 دقيقة.
3- ولابد من تسخين الجسم جيداً قبل بداية التمرين وتهدئة الجسم بالتدريج عند نهاية التمرين.
4- إن كنت لا تستطيع أن تستمر لمدة 20 دقيقة في البداية من الممكن أن تبدأ بحوالي 5 دقائق وتزداد تدريجياً كل أسبوع دقيقة أو دقيقتين.
5- من الممكن أن تزيد عدد الممرات من 5 مرات في الأسبوع إلي سبع مرات وهذا يساعد علي تنشيط إفراز الجسم للأنسولين بمعدل منتظم ويزيد من حساسية الجسم للأنسولين ويساعد علي نزول الوزن بثباته على المعدل الطبيعي خاصة في النوع الثاني من السكر (Type II). 6- تحسن تمارين اللياقة لمريض السكر من كفاءة العضلات بالجسم كله ومن قوة وتحملها.
7- أداء الرياضة المقوية للعضلات لابد أن تكون للعضلات الكبيرة الأساسية في الجسم مثل الساقين والأكتاف والصدر والظهر. تشمل هذه التمارين رفع أثقال خفيفة أو اللعب علي أجهزة تمنح مقاومة معينة للعضلات. لابد أن تتجنب رفع أثقال ذات أوزان كبيرة ولابد من الامتناع عن أخذ نفس أثناء رفع الأثقال. ويأتي رفع الثقل يوم بعد يوم وليس في أيام متتالية. عدد التمارين حوالي 3 مرات في الأسبوع. لابد من أداء التمارين لرفع الأثقال ببطء وتدريجياً وبطريقة محكمة حتى تستفيد العضلة أكبر استفادة من التمرين.
تحذير:
لو كان لديك ضعف بالشبكية أو مصاب بارتفاع ضغط الدم لابد أن تعلم إنه ممنوع عليك حمل أو رفع أثقال.
المرونة واللياقة والاتزان:
التركيز علي شد العضلات واستطالتها لزيادة المرونة وتحسين الجسم ووضعه في أحسن صورة تجعل الجسم ممشوقاً ويساعدك علي أخذ الثقة والاتزان في الحركة وتقليل خطر التعرض للإصابة. لابد من القيام بهذه التمارين يومياً أو علي الأقل 4 مرات في الأسبوع لكي تصل إلي اللياقة المطلوبة. وأن تتم ببطء وبإحكام وفي مدة تتراوح من 10 - 30 ثانية. لابد من استطالة العضلة بعد التسخين للجسم مثلاً بالمشي أو بحمام دافئ.
تحذيرات خاصة لمريض السكر:
- إذا كانت نسبة السكر بالدم لديك تتراوح ما بين 80 - 100 مجم، يجب أن تأكل وجبة من النشويات مثل البطاطس والخبز والمكسرات.
- إذا كانت نسبة السكر بالدم أكثر من 250 فعليك بالتمارين يومياً حتى تنخفض النسبة إلى أقل من 250.
- يجب أن تأكل وجبة خفيفة من النشويات بعد أداء التمارين الخفيفة حتى تتجنب الانخفاض المفاجئ في نسبة سكر الدم.
- التهاب المفاصل هو إحدى المضاعفات المعروفة لدي مريض السكر ويؤثر علي العضلة ويؤدي إلي قصرها.
- لو حدثت لك هذه المضاعفات لابد أن يكون لديك العزيمة للتغلب علي ذلك بالرياضة وشد العضلات واستطالتها لتحافظ علي ليونة العضلة.
- إذا كان ضغط الدم أو السكر له تأثير علي شبكية العين فعليك القيام بتمارين بسيطة مثل المشي وركوب الدراجة والسباحة.
- إذا كان تصلب الشرايين أو السكر لديك له أثر علي الأعصاب أو إذا كنت تشعر بتنميل في الساقين والقدم فعليك بفحص الرجل والقدم جيداً بعد الرياضة وأن ترتدي أحذية رياضية مريحة وجوارب من ألياف طبيعية مثل القطن أو الصوف لتسمح بتهوية الرجل.
- إذا أصيبت قدمك بقرح أو تغيير في لون الجلد أو ورم لابد من استشارة الطبيب.
- إن كانت الحالة حرجة فعليك بالتمرين مع اصطحاب شخص يستطيع معاونتك جيداً أثناء حدوث أية مشاكل أثناء الرياضة.