إحتفال الجزائريين برأس السنة الميلادية الجديد ة 2015 في تونس وباريس ودبي - هكذا سيقـضي الجزائريون ليلـة “الريفيـون” إحتفال الجزائريين برأس السنة الميلادية الجديد ة 2015 في تونس وباريس ودبي - هكذا سيقـضي الجزائريون ليلـة “الريفيـون”
يعكف المئات من الجزائريين على تحضير أمتعتهم تحسبا للسفر خارج البلد للاحتفال “بأعياد نهاية السنة”، كتقليد دأب العديد من المواطنين على التحضير له منذ سنوات خلت، حتى في فترة التسعينيات من القرن الماضي والبلاد تعيش دوامة من العنف، حيث ينطلق معظم الجزائريين الذين يخططون للاحتفال بهذه المناسبة من منظور التفريق جيدا بين الاحتفال بمولد المسيح، عليه السلام، وبين الاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة على اعتبار أن الأولى هي تقليد مسيحي والثانية هي احتفال كوني خال من الأبعاد الدينية، وبالتالي يحتفل هؤلاء بحلول السنة الميلادية الجديدة وفق منطق بسيط يعتمد على إطلاق عنان التفاؤل بحلول مرحلة جديدة من الصحة الموفورة والنجاح العميم، ورغم تقلص مظاهر الاحتفال في الشوارع الجزائرية واقتصارها على الفنادق والصالونات والمطاعم الخاصة بعد أن نجح الخطاب الديني بداية الألفية في إقناع العائلات الجزائرية بعدم جواز الاحتفال بالمناسبة لارتباطها بديانة أخرى أو حتى من باب التشبه بالمشركين.
منافسة حادة بين الوجهات الثلاث...
مع ذلك، يباشر العديد من المواطنين أفرادا وأسر إجراءات السفر للاحتفال “بالرفيون” خارج البلد ولمعرفة المزيد حول ذلك تقربنا من بعض وكالات السفر للاستفسار حول الظاهرة التي لا يفصلنا عنها سوى أيام معدودات، وقالت في هذا السياق “مونيا” وهي مسيرة في وكالة “عجائب الدنيا السبع” الخاصة بسياحة والأسفار “يعرف نشاطنا انتعاشا في هذه الفترة من السنة بفعل توافد العديد من الزبائن الذين يطلبون برمجة رحلات للاحتفال بنهاية رأس السنة” وعن الوجهات المفضلة للجزائريين قالت المتحدثة “وكالتنا تنظم رحلات مبرمجة خصيصا للاحتفال بقدوم السنة الجديدة في فنادق مجهزة في “جربة” و«الحمامات” بتونس و«مراكش” و«أغادير” بالمغرب، بالإضافة “إسطنبول” في تركيا، غير أن ما أعلمه من حديثي مع معظم من يتقاسمون المهنة معي فإن” دبي” و«باريس” ومن ثم “تونس” بشكل نسبي تشكل الوجهات الرئيسية للسياح الجزائريين خلال نهاية السنة”، وعلى غرار الملايين من العالم تستقطب الألعاب النارية لبرج خليفة وجزيرة النخلة في “دبي” آلاف الجزائريين من ذوي الدخل المرتفع في حين أصبحت العواصم الأوروبية وعلى رأسها “باريس” محط جذب للجزائريين بعد تيسير الحصول على التأشيرة مقارنة بالسنوات الماضية، كما أن عدم طلب التأشيرة وقربها من الولايات الشرقية إضافة إلى انخفاض التكاليف بها مقارنة بالخدمات المقدمة جعلت تونس وجهة أساسية لآلاف الجزائريين لقضاء ليلة السنة الجديدة في فنادقها. وحسب دراسة سابقة أعدها الدكتور في علوم الاقتصاد فارس مسدور فإن نصف مليون جزائري يحتفل بنهاية السنة داخل البلد وخارجه وينفقون ما مجمله 5 آلاف مليار سنتيم منهم 10 آلاف شخص يتوجهون إلى تونس لوحدها بمعدل إنفاق للفرد الواحد هناك بـ 500 أورو.
الجزائريون لا يكتثـرون للأوضاع الأمنية ويقضون سهرات “الريفيون” في خيام تاغيت وتيميمون
ورغم انخفاض عدد الأجانب الذين يقدمون على الاحتفال بنهاية رأس السنة في واحات الجنوب بتيميمون وتمنراست وتاغيت بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في منطقة الساحل، إلا أن بعضهم لا يزال وفيا لمشاهدة أجمل شروق وغروب الشمس في العالم من جبال الإسكرام في تمنراست، وقال عليوة مهدي صاحب وكالة تينهينان للأسفار في تمنراست في اتصال مع البلاد إن أعداد الأجانب القادميين من الدول الأوروبية وخصوصا ألمانيا والنمسا وفرنسا يفوق الـ500 سائح خلال ليلة نهاية السنة، مؤكدا أن قوات الدرك الوطني تفتح المسالك الجبلية في المنطقة وتؤمنها بشكل يضمن سلامة السياح بداية من شهر ديسمبر الجاري، في حين يفضل بعض الجزائريين الاحتفال على ضوء القمر واحتساء الشاي الصحراوي في خيام تيميمون وتاغيت. وقال في هذا الصدد نائب رئيس نقابة الوكالات السياحية شريف مناصرة لـ«البلاد” إن غرف الفنادق والإقامات جنوب البلاد حُجزت بالكامل قبل أيام، حيث أقبلت مختلف الشرائح الاجتماعية على الحجز.
الفنادق تنصب الخيام والحجوزات والتذاكر تنفذ قبل أيام
ومن غير أولئك الذين يسافرون، يفضل البقية قضاء سهرات ليلة نهاية السنة في العروض التي تقدمها الفنادق في حفلات ينشطها على الأغلب مغنو الراي رغم أن المشاهير منهم يفضلون تلقي رواتب بالعملة الصعبة ويتجهون لإحياء حفلات للمغتربين في أوروبا، إلا أن هذا لم يمنع نفاذ تذاكر الحفلات أيام بعد الإعلان عنها، في حين يقضي آخرون من ذوي الدخل المحدود ليلتهم بين المراكز التجارية وتجمعات الأصدقاء فيما تحافظ بعض العائلات على عاداتها في الاحتفال بهذه المناسبة.
http://www.elbilad.net/article/detail?id=26293