لقطة من الفيلم
صورة: (ح.م)
39
مع اقتراب العرض الأول للفيلم الإيراني الذي يتناول سيرة المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وتجسيد شخصه بالصوت والصورة، تزداد هذه الأيام موجة الاستنكار الواسعة في العالم العربي وخاصة من خلال حملات عبر صفحات التواصل الاجتماعي التي تدعو إلى مقاطعة الفيلم الإيراني. الفيلم الذي فرغ صُنّاعه من تصويره، ويتم حاليا وضع اللمسات الفنية الأخيرة عليه تمهيدا لعرضه ضمن فعاليات مهرجان "فجر" في طهران شهر فيفري المقبل تزامنا مع المولد النبوي الشريف؛ يلقى معارضة شديدة من طرف دول عربية وهيئات إسلامية، منها الأزهر الشريف الذي لم يقف صامتا من خلال مسارعة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لإعلان رفضه التام لتجسيد شخص خاتم النبيين في أي عمل فني، مؤكدا أن تجسيد الأنبياء مخالف للشرع ومناف لمقاصد الشريعة الإسلامية الغراء، مواصلا أن هذا لا يعد مصادرة للفكر والإبداع.
يذكر أن الفيلم من إخراج الإيراني"مجيد مجيدي" الذي يعمل على تقديم ثلاثية سينمائية ترصد حياة الرسول منذ ولادته وحتى وفاته، على أن يتناول الجزء الأول الذي سيعرض قريبا، سيرة طفولة الرسول الكريم منذ ولادته في عهد الجاهلية حتى بلوغ سن الثانية عشرة وقد وُسِّم الجزء الأول بـ"طفولة محمد".
ووفقا لوكالة أنباء فارس الإيرانية فإن الفنان الكرواتي "ميلجن كركا كلجاكويتش" قد صمم مشاهد وديكورات الفيلم، الذي بلغت ميزانية إنتاجه 30 مليون دولار، ومن المقرر ترجمته إلى الإنجليزية والعربية بجانب الفارسية، ويقوم الموسيقار الهندي "آي آر رحمان" بوضع موسيقى الفيلم؛ على أن يتولى تقديم أغنياته المنشد البريطاني سامي يوسف.
وفي وقت صرحت فيه وسائل إعلامية إيرانية عن أسماء الممثلين الذين سيقومون بتجسيد شخصيات الفيلم، إلا أنه لم يتم لحد الآن الإفصاح عن اسم الممثل الذي سيجد شخص الرسول محمد (ص).
هذا ومن المتوقع أن يثير هذا الفيلم من جديد أزمة بين إيران والدول العربية، ويؤجج الخلافات المذهبية بين الشيعة والسنة، وسوف تستخدم فيها كل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة، من حروب فتاوى وتكفير واتهامات لا أول لها ولا آخر.