التحقيق في أسباب ضعف نتائج الطور الثاني
كلفت وزيرة التربية الوطنية، هيئة تفتيش تم تنصيبها مؤخرا بتقييم أداء الأساتذة، وتقــديم التوجيهــات اللازمة خلال زياراتها التفقدية الفجائية للمؤسسات التربية عبر الوطن. ونصبت بن غبريت هيئة تفتيش مهمتها الرئيسية تنظيم زيـارات تفقديــة إلى الثانويات، لتقييم أداء الأساتذة، وتقــديم التوجيهــات وتصحيح الوضعيات الـتي يمكـن معاينتها، وأمرت الوزارة حسب ما جاء في تعليمة مديرية التعليم الثانوي العام والتكنولوجي على مستوى وزارة التربية مديري الثانويات بمتابعة الأداء التربوي والبيداغوجي للأساتذة والتدخل الفوري في حالات تسجيل أي خلل في تكوينهم.
وتنص المراسلة التي تحمل رقم 288/ 0.0.3/ 14، أن تقييم أداء الأساتذة، وتصحيح الوضعيات يجب أن يكون مستمرا لأن النجاعة تتطلـب استمرارية الفعل وانتظام الفحـص والقيام به بواسطة الموارد البشـرية الفاعلة والمتعاونة داخل المؤسسـة التعليمية”.
وأمرت الوصاية في هذا السياق مديري الثانويات بالتدخل وفرض سلطتهم داخل حجرات التدريس، للوقوف على نوعية تكوين الأساتذة والقيام بعملية تفحص تمكنهم من تحديد العجز والبحث عن كيفية تداركه، بالتدخل الفوري والتكفل العملي بمختلف القضايا البيداغوجية التي تسـاعده على الـتحكم الجيـد في مهامـه.
كما أكدت التعليمة ذاتها، على ضرورة إخضــاع الممارسات المهنيــة والبيداغوجية للتحليل الممنـهج والملاحظة اليومية، انطلاقا من الواقع المعاش. ويعتبر هذا التحليل،
حسب المراسلة ذاتها، أحـد الأساليب المثلى للتكـوين أثنـاء الخدمة، حيث يعتمد على التبصر بما يجري داخل القسـم والمؤسسـة التعليمية من أجل تنشيط العمل بما يساعد على الـتفطن واكتشـاف الجوانب التي ترفع جودة التعلـيم ونوعية الأداء. وشددت التعليمة على أن المراقبة تتم بالتركيز على الملاحظة الصفية داخل القسم، حيث تم وضع نموذج يتضمن أهم المحاور التي يجب أن تكون محل تدخل ومراقبة من قبل لجان التفتيش ومديري الثانويات، تتناول أساسا سبل مساعدة الأستاذ على تحسين أدائه المهني، وتجاوز الصعوبات البيداغوجية التي تواجهه داخل القسم، مع ضرورة تخلي الأستاذ “القديم” في المهنة عن بعض الممارسات التقليدية القديمة كشرط لتحسين أداءه التربوي والبيداغوجي.
وقد أعطت وزارة التربية الوطنية، توجيهات لمديري التربية، من أجل عقد جلسة إعلامية وتوجيهية لشرح الأبعاد البيداغوجية والمهنية المتعلقة بالموضوع مع مديري الثانويات في إطار مجلس تعليم متخصص لإعداد مخطط تنظيمي تضبط فيه عمليات التكوين الداخلي للثانوية بالتشاور مع الأساتذة المكونين والرئيسيين والمنسقين حسب كل مادة وتدرج فيه زيارات الأقسام مع إعطاء الأولوية للأساتذة المبتدئين حسب الحاجة.
وتهدف هذه العملية ـ حسب مصادر مسؤولة بوزارة التربية الوطنية ـ إلى التحقيق حول النتائج الضعيفة التي تسجلها الثانويات كل سنة، حيث ارتأت الوصاية التحقيق وتقييم الـــــمردود الخـــــاص بالأســــاتذة بـــــاعتبارهم مـــــحور الـــــعملية التربوية.