كان يمشي في احد الطرقات كانت عيناه مثبتان على حذائه غالي الثمن.....
حتى سمع ذاك الصوت فرفع رأسه ليرى ما حدث؟
كان واقفا عند بوابة مدرسة داخلية كان يرى طفل لم يتعد عمره العاشرة يصرخ ويبكي لا يرد الجلوس هنا ووالده في السيارة ملتفت لكي لا يراه والساق ينزل أغراضه والفتى يصرخ بأعلى صوته............
حس بقشعريرة تسري في جسده لم يستطيع التحمل فاخذ يركض لا يدري لماذا يركض ؟
بعد فتره كان جالس في بيته الواسع وضع رأسه بين يديه يتذكر هذا الموقف من المستحيل أن ينساه .......
صراخ هذا الطفل أيقظ ذكرى قاسية على قلبه .... ذكرى غابت عنه طوال هذه السنوات ...
لترجع مع صرخات هذا الطفل بقوة .........
كان حينها طفلا لم يبلغ التاسعه أخذه والده لهذه الدولة الأجنبية القاسية..... كان الطقس بارد اجل يذكر أدق تفاصيل
ذالك اليوم.....
كان ينظر من نافذة السيارة راى بوابة حديدية تفتح.....
حس بالخوف المكان مريب فامسك بيد أبية ليحسسه بالأمان .......
نزل من السيارة ومعه والده تقدم لهم رجل ضخم فخاف منه واختفى خلف أبية لم يفهم كلمه واحده مما يقال........
كانت هناك الكثير من الوجوه التي تنظر اليه ......
حس بالرعب لا يريد المكوث هنا راى السائق ينزل أغراضه .....
خاف فسال والده ((ابي مالذي يحدث ؟))
لم يرد ابيه لكنه نزل له وقلبه على راسه ... الطفل خاف لماذا يقبلني ؟
ذهب الاب وتركه اندفع خلفه راكضا لكن الرجل الضخم امسكه فصرخ ((ابي .. لا تذهب أرجوك أخذني معك ..
أبي أعدك أن لا افعل شي ... أبي ...))
خرجت السيارة من البوابة وهو ما زال يصرخ ويبكي لكن ليس هناك من يرد..........
ذهب الشخص الوحيد الذي كان يرى معه الأمان ........ ليتركه هنا يعني ....
كانت ايام مظلمة ذاق فيها العذاب والام ... كان يتعجب من قسوة قلوب الأناس في هذا المكان ..............
كبر وأصبح مثله مات قلبه فلم يعد يعرف الرحمة أو الشفقة......
أصبح مثلهم مجرد آلات نسى العطف نسى الحنان نسى الحب .....
اهتز جسده الضخم وهو يبكي..... اجل لقد كان يبكي لسنوات عديدة........ لم يبكي حتى في وفاة أبية لم يبكي هو من جعله هكذا جعله ينسى الحب .... الحنان ..... العطف .... جعله ينسى كيف يبكي .....
ترك دموعه تنزل بكى وبكى مثل الطفل .... صراخ ذالك الطفل أيقظ الطفل اللي بداخلة الطفل الذي قتله أبية ............
سمع صوت صغير يقول (( ماذا هنالك يا أبي ؟))......
التفت ليرى ابنه الصغير ينظر له بعينين حائرتان.......
فذهب وحضنه وأصبح يبكي وهو يردد بين شهقاته (( لن اكرر غلظة أبي ... لن أكررها أوعدك بذالك))
الصغير لم يفهم شي لكنه اكتفى بالابتسام بعذوبة........
و حضن والده الذي كان يحضنة بقوة وحنان غريبان....
فنام الطفل في حضن والده ونام الولد معه وفي باله هذه الذكرى ....
ممارااااق لي ...