ﻋﺪﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ......
ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺍﻫﺐ ﺯﻥ ﻣﺴﺎﻓﺮ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻳﺪﻋﻰ ﺑﻮﺟﻮ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﻕ ﻓﻲ
ﻗﺮﻳﺔ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻭﻗﻒ ﺭﺟﻞ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﻜﻴﻞ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻢ ﻭﻳﺘﻬﺠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ..
ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺗﺎﺟﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻﺗﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻧﻈﺮ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻬﺠﻢ ﻭﻳﻜﻴﻞ ﻟﻚ
ﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻢ
ﺃﺟﺎﺑﻪ ﺑﻮﺟﻮ ﺑﻬﺪﻭﺀ : ﺃﻧﺎ ﻣﻴﺖ .. ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺍﻟﺮﺩ !..
ﺗﻌﺠﺐ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻭﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺖ ﻣﻴﺖ !!.. ﺃﺭﺍﻙ ﺣﻴﺎً ﺗﺮﺯﻕ
ﻗﺎﻝ ﺑﻮﺟﻮ ﺑﻬﺪﻭﺀ : ﻭﻣﺎ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ . ؟ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻣﻮﺕ ﺳﺄﻣﻮﺕ
ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﺍﻵﻥ ﻣﻴﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎﻟﻪ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ .
ﺗﺤﺪﺙ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﺪﺭﻱ ﻭﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻌﻮﺩ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻫﻮ ﻣﺎ
ﺳﻴﺤﺪﺙ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻌﺒﺮﻩ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻌﺮﻑ .
ﺃﻧﺖ ﺗﻔﻘﺪﻗﺪﺭﺗﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻭﺟﻬﻚ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺑﺎﻟﻮﻻﺩﺓ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ
ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻧﻔﺴﻚ ﺳﺘﺄﺗﻴﻚ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻧﺎﺱ ﻳﻀﻴﻌﻮﻥ
ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻟﻜﻦ ﺇﻥ ﺃﻋﺪﺩﺕ ﻧﻔﺴﻚ ﺍﻵﻥ ﺑﺎﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺣﻴﺎﻥ ﻓﺈﻧﻚ ﺳﻮﻑ ﺗﻌﺮﻑ ....
ﻫﺬﺍ ﻣﺎﻗﺼﺪﺗﻪ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺍﻟﻄﻮﻋﻲ ﻟﻠﻤﻮﺕ ﺃﻥ ﻳﻐﺪﻭ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺻﺪﻳﻘﺎً
ﻟﺬﻟﻚ ﺇﻥ ﺷﺘﻤﻚ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﻮﻣﺎً ﺗﺼﺮﻑ ﻭﻛﺄﻧﻚ ﻣﻴﺖ .. ﺗﺼﻮﺭ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻣﻴﺘﺎً
ﻭﻭﻗﻒ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮﻙ ﻭﺷﺘﻤﻚ ﻣﺎﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺳﺘﺘﺼﺮﻑ ..