ﺣﻜﻤﺔ ﺍﺳﺘﺎﺫ * ﻛﻴﻒ ﺗﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺗﻚ *
*************************
ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺑﻌﺾ ﺧﺮﻳﺠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻝ ﺃﺳﺘﺎﺫﻫﻢ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ
ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﻣﻘﺎﻋﺪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ..
ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺣﻘﻘﻮﺍ ﻧﺠﺎﺣﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﻧﺎﻟﻮﺍ ﺃﺭﻓﻊ
ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﻭﺣﻘﻘﻮﺍ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ..
ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻣﻠﺔ، ﻃﻔﻖ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺘﺄﻓﻒ ﻣﻦ ﺿﻐﻮﻁ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺐ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ
ﻭﻏﺎﺏ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﻨﻬﻢ ﻗﻠﻴﻼ ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﻳﺤﻤﻞ ﺃﺑﺮﻳﻘﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻭﻣﻌﻪ
ﺃﻛﻮﺍﺏ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻜﻞ ﻭﻟﻮﻥ
ﺃﻛﻮﺍﺏ ﺻﻴﻨﻴﺔ ﻓﺎﺧﺮﺓ
ﺃﻛﻮﺍﺏ ﺯﺟﺎﺝ ﻋﺎﺩﻱ
ﺃﻛﻮﺍﺏ ﺑﻼﺳﺘﻴﻚ
ﻭﺃﻛﻮﺍﺏ ﻛﺮﻳﺴﺘﺎﻝ
ﻓﺒﻌﺾ ﺍﻷﻛﻮﺍﺏ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺗﺼﻤﻴﻤﺎً ﻭﻟﻮﻧﺎً ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛﺎﻧﺖ
ﺑﺎﻫﻈﺔ ﺍﻟﺜﻤﻦ
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻛﻮﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺠﺪﻩ ﻓﻲ ﺃﻓﻘﺮ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ
ﻗﺎﻝ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻟﻄﻼﺑﻪ .. ﺗﻔﻀﻠﻮﺍ، ﻭ ﻟﻴﺼﺐ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺎﺕ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﻳﺠﻴﻦ ﻣﻤﺴﻜﺎ ﺑﻜﻮﺏ ﺗﻜﻠﻢ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ
ﻣﺠﺪﺩﺍ .. ﻫﻞ ﻻﺣﻈﺘﻢ ﺍﻥ ﺍﻷﻛﻮﺍﺏ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻓﻘﻂ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻛﻢ .. ﻭﺃﻧﻜﻢ ﺗﺠﻨﺒﺘﻢ ﺍﻷﻛﻮﺍﺏ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ؟؟؟
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺍﻥ ﻳﺘﻄﻠﻊ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﺍﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻓﻀﻞ، ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ
ﻣﺎ ﻳﺴﺒﺐ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﻟﺘﻮﺗﺮﻣﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻴﻪ ﻓﻌﻼ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻭﻟﻴﺲ
ﺍﻟﻜﻮﺏ
ﻭﻟﻜﻨﻜﻢ ﺗﻬﺎﻓﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﻮﺍﺏ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺍﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ﻭ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻻﺣﻈﺖ ﺃﻥ ﻛﻞ
ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﻛﺎﻥ
ﻣﺮﺍﻗﺒﺎً ﻟﻸﻛﻮﺍﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ
ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻫﻲ : ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ .. ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﻛﻮﺍﺏ
ﻭﻫﻲ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﺠﺮﺩ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﻭﺻﺤﻮﻥ ﺗﺤﻮﻱ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
( ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ) ﺗﺒﻘﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﻐﻴﺮ
ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺮﻛﺰ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻮﺏ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻀﻴﻊ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﺎﻟﻘﻬﻮﺓ
ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺃﻧﺼﺤﻜﻢ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻷﻛﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻔﻨﺎﺟﻴﻦ ﻭﺑﺪﻝ ﺫﻟﻚ
ﺃﻧﺼﺤﻜﻢ
)))) ﺑﺎﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﺎﻟﻘﻬﻮﺓ ((((
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﺬﻩ ﺁﻓﺔ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ
ﻳﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻴﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﻧﺠﺎﺡ ﻷﻧﻪ ﻳﺮﺍﻗﺐ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﺎﻋﻨﺪ
ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ..
ﻳﺘﺰﻭﺝ ﺑﺎﻣﺮﺃﺓ ﺫﺍﺕ ﺧﻠﻖ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﻈﻞ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍ ﺃﻥ ﻏﻴﺮﻩ ﺗﺰﻭﺝ ﺑﻨﺴﺎﺀ ﺃﻓﻀﻞ
ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ..
ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻄﻨﻪ ﻭﻳﺤﺪﺙ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻥ ﻏﻴﺮﻩ ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ
ﺃﻓﺨﻢ ﻭﺃﺭﻗﻰ ﻭﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﺫﻭﻳﻪ ﻳﻈﻞ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﻤﺎ
ﻟﺪﻯ ﻏﻴﺮﻩ
ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﻟﻴﺖ ﻟﺪﻱ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻬﻢ !!!!
ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:( ﻣﻦ ﺑﺎﺕ ﺁﻣﻨﺎً ﻓﻲ ﺳﺮﺑﻪ، ﻣﻌﺎﻓﺎً
ﻓﻲ ﺑﺪﻧﻪ، ﻳﻤﻠﻚ ﻗﻮﺕ ﻳﻮﻣﻪ، ﻓﻘﺪ ﺣﻴﺰﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺤﺬﺍﻓﻴﺮﻫﺎ