طورت الحوزة العلمية في قم، من آليات نشر المذهب الشيعي في "المناطق غير التقليدية" لها، كما هو الحال في المغرب العربي وتحديدا الجزائر، وبعد ما كانت لسنوات تخاطب الخارج بمراجعها من إيران والعراق واليمن والبحرين، جاء الدور على شخصية جزائرية هي "ف. الجزائري".
شرعت قناة الولاية الشيعية، في بث حلقات ليلية، تحت عنوان "حسين فوق الشبهات"، "تدعو إلى التشيع وتطعن في مذهب أهل السنة والجماعة"، وإن كان الخطاب والموضوعات التي تقدمها القناة وغيرها من قنوات الشيعة، "مألوفة"، لكن التحول هذه المرة، يتمحور حول الشخصية التي تقدم البرنامج، خاصة وان "شيعة الجزائر" يتعمدون التستر والتخفي، لكن الدكتور "ف. الجزائري" كما تقدمه قناة الولاية، كسر ذلك الطابو والحاجز في تحد علني بالظهور أمام المشاهدين، وأخطر ما في الموضوع، ان المعني وحسب معلومات الشروق يعد "رأس التشيع في الجزائر"، ولايزال يقيم حلقات خاصة بالشيعة داخل التراب الوطني، كما يعد هذا الظهور العلني الثاني من نوعه بعد مجاهرة الدكتور رشيد بن عيسى -خريج جامعة باب الزوار- في الثمانينات بتشيعه، وقال حينها ان تشيعه، راجع إلى أن مذهب أهل البيت الأنسب للمسلم في الوقت الحالي نتيجة، لما اعتبره توفيقا منه في الجمع بين المجال السياسي والديني، عكس مذهب أهل السنة وفق اعتقاده.
يقول المدعو "ف. الجزائري"، عن نفسه، في حوار مع أحد المواقع الإخبارية الشيعية، انه "نشأ في شرق العاصمة، وكان لوالدي علاقة عقدية بالإمام حسين (عليه السلام) عجيبة، وكان عند القبيلة عرف سائد هو أنهم يجرحون الأطفال الصغار في جبينهم يوم عاشوراء"، ويقول كذلك عن مساره الشخصي، انه درس في ثانوية عمارة رشيد، وبعد نيله البكالوريا، التحق بجامعة هواري بومدين، وبدأت قصته مع التشيع، تأثرا بالثورة الإسلامية التي قادها الخميني عام 1979، ليلتحق بالحوزة العلمية في قم عام 1992.
ونقلت مصادر مطلعة للشروق، عن المعني، انه "رأس التشيع في الجزائر"، حيث لايزال يأتي إلى الجزائر بـ"طريقة عادية" لنشر التشيع، عبر إقامة المجالس الخاصة بهم، وأفاد مصدر الشروق ان المجالس الشيعية بصفة عامة تقوم في مزارع بولايتين صحراويتين، وأخرى في شرق العاصمة، فيما تلتئم نشاطات الشيعة في الوسط، بأحد الأحياء الراقية في العاصمة، مع اشتراط الحوزة العلمية في قم توثيق تلك الجلسات عبر تسجيلات مرئية، ليتم بموجبها منح معونات مالية لهم.
ويأتي الخروج العلني لأحد أقطاب التشيع في الجزائر، ليعيد النقاش حول وجود الشيعة في الجزائر، في ظل تكتم السلطات الرسمية عن الخوض في الموضوع، مع التسريبات التي تتحدث عن وجود 3 آلاف شيعي، وتأكيد تقارير أمنية عن وجود نشاط شيعي سري لهم في عدد من ولايات الوطن، خاصة في الغرب، وبدرجة أقل في الوسط والشرق، لكن حادثة سكيكدة قبل أيام، أين اقتحمت إحدى السيدات المسجد وإشهارها تشيعها وبالموازاة مع ذلك، لعنها جهارا للصحابة، كشف المستور عن نشاط الشيعة في الجزائر.
ويقول أحد المهتمين بنشاط الشيعة للشروق "حسب معرفتي بهم، فهم يرفضون أن يكون لهم متحدث رسمي، كما يرفضون الجهر بانتماءاتهم العقدية"، ويضيف المصدر، أن وزارة الشؤون الدينية لا تملك معطيات خاصة بها عبر مفتشيها عن نشاط الشيعة، وبنك معلوماتها، تتأتى من تقارير مصالح الأمن، وتحديدا مصلحة الاستعلامات بالمديرية العامة للأمن الوطني، والتي تتولى خلية بها متابعة نشاط التشيع عبر التراب الوطني.
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/225277.html