يا لساني كن سبب سعادتي
يا لساني ... يا قِطعةٌ مِنِّي ...
أبعثُ إليكَ برسالة،، فيا ليتك تعيها،، وتفهمها
جيداً ،، فانتبه لكلامي ..
يا لساني... أنتَ سببُ سعادتي وهنائي،، أو سببُ تعاستي وشقائي..
فماذا ترضى لي...؟
أترضى لي الذنوبَ و الآثام والعذاب،، أم ترضى لي الحسنات والثواب.. ؟ أترضى لي الخـيرَ أم الشـر...؟
أترضى لي الجنةَ أم النار...؟
يا لساني... اعلم أَنِّي
مُحَاسَبَ على كُلِّ كلمةٍ تنطقُ بها... فلا تقل إلا خيراً، فإنك في الآخرة
ستشهدُ لي أو عَلَي..
أَمَا علمتَ قولَ النبي صلى الله عليه وسلم: (وهل يَكُبَّ الناسَ في النار على وجوههم إلا حصائدُ ألسنتهم).
وأنتَ تعلم أَنِّي لا أُطيقُ النار،،
أنا أضعف من ذلك بكثير...!
يا لساني... أَمَا علمتَ قولَ رَبِّكَ سبحانه وتعالى: (مَا يَلفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيهِ رَقِيبٌ عَتِيد)
فلا تتكلم إلا بما فيه مَصلحة .
يا لساني... لا تغتب أحداً ، فإنَّ رَبَّكَ جَلَّ وعَلا نهاك عن الغِيبة فقال: (ولا يَغْتَب بَعْضُكُم بَعُضَاً)
يا لساني... لا تَنِمّ،، فالنميمة مُحَرَّمَة، وقد قال رسولُنا صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنةَ نَمَّام)
يا لساني ... لا تكن كَذَّاباً، فقد قال نبيك صلى الله عليه وسلم: (وإنَّ الكذبَ يهدي إلى الفجور، وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النار، وإنَّ الرجلَ ليكذب حتى يُكتَبَ عند الله كَذَّاباً).
أيَسُـرُّكَ أنْ أُكتَبَ عند الله كَذَّابَاً ...
لاااااااا
فاحذر الكذب، وتحرَّى الصِّدق، واجعله شعارك مهما كَلَّفَك ذلك ومهما كَلَّفَني.
لا تقل إلا حقاً، ولا تنطق إلا صِدقاً.
يا لساني ... إياك وشهادة الزُّور، فقد قال رَبُّكَ سبحانه: (واجتنبوا قَوْلَ الزُّور).
وأثنى سبحانه وتعالى على عباده فقال: (وَالَّذِينَ لا يَشهَدُونَ الزُّورَ)
وعن أبي بَكْرَ -رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أُنبئكم بأكبر الكبائر؟)
قلنا: بلى يا رسولَ الله، قال: (الإشراك بالله، وعقوق الوالدين). وكان مُتكئاً فجلس فقال: (ألا وقول الزُّور، وشهادة الزُّور)
فما زال يُكَرِّرها حتى قلن: ليته سكت.
فاحذر يا لساني أن تشهدَ زُوراً، فإنَّ ذلك يُغضِبُ رَبِّي عليك،، وأنتَ جُزءٌ مِنِّي .
يا لساني.
إيَّاك أن تلعنَ أو تَسُب، فالمؤمن ليس بلعَّان كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (ليس المؤمن بالطَّعَّان، ولا اللعَّان، ولا الفاحِش، ولا البذيء).
فلا تلعن إنساناً مهما كان عاصياً، ولا تلعن حيوانا ًولا طيراً ولا غيره .
طَهِّر نفسك من اللعن ..
ولا تَسُبّ ميتاً، فقد نهاك نبيك صلى الله عليه وسلم عن سَبِّ الأموات فقال: (لا تَسُبُّوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قَدَّموا).
يا لساني... لا تدعوا على أحدٍ مهما بلغ من المعاصي والذنوب، بل ادعُ له بالهِداية .
يا لساني ... احفظ نفسك، ولا تنطق إلا خيراً، فإنْ لم تجد ما تنطق به فالصمتُ أولى وأحسن في حقك، وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم: (مَن كان يُؤمنُ بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمُت.
أَمَا سمعتَ لقول الصحابيِّ الجليل عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه (واللهِ الذي لا إله إلا هو ليس شيءٌ أحوج إلى طُول سِجنٍ من لساني).
وكان يقول: (يا لسان، قُل خيراً تغنم، واسكت عن شَرٍّ تسلم، مِن قبل أن تندم).
وصدق واللهِ في كلامه... صدق... فيا لساني انتبه لقوله، وخُذ به، واعمل بمضمونه.
يا لساني... إني أخشى عليك النار، وأخافُ من غضب الجَبَّار، وأريدُ لك النعيم، وأخشى عليك العذابَ الأليم.
يا لساني... اعزِم من الآن على الصمت عن كُلِّ شَـر،، وعدم النُّطق بما يَضُـر .
اعزِم على النُّطق بما فيه الخيرُ والمَصلحة، والصمت عَمَّا فيه مَفسدَة إيَّاك أنْ تتأثر بِمَن حَولك...
إيَّاكَ أنْ تتأثر بالمُغتابين والنَّمَّامين ..!
إيَّاكَ أنْ تتأثر بِمَن ينشرون الشائعات، ولا يُراعون الحُرُمات ..!
إيَّاكَ أنْ تتأثر بالأَفَّاكين ..!
أو تنضم لفِئة الكَذَّابين ..!
يا لساني... احفظ نفسك واحفظني... ولا تُهمِل رِسالتي فتُهلكني
يا لساني ... إِنِّي أُريدك أنْ تُصبحَ قائداً لي يقودني إلى الخير، ويأخذ بيدي للجنة، ويسعى جاهداً في صلاحي.
يا لساني ... أكثِر مِن ذِكر الله، فهو واللهِ مَنجاة ..
حافِظ على الأذكار بالليل والنهار ...
فإنِّي آمَلُ فيكَ الخير، وإنكَ لراغبٌ فيه .
فابدأ مِن الآن،، و تُبْ ،،
و قُـــــــــــــــل :
أستغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه .
أستغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه .
أستغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه .