يعرف عامة الشعب أن أكل السمك مع اللبن أو الحليب يسبب حالة تسمم مميتة. ويتجنبون المزج بينهما، حتى أصبحت مقولة "سمك ولبن" مشابهة لمعنى "نار وماء". لكن من وجهة نظر طبية، لا يوجد أي مانع من تناول السمك مع اللبن أو الحليب
يعود السبب الأساسي لهذه الخرافة إلى أن كلاً من هاتين المادتين (السمك والحليب) سبب هام للتسمم الغذائي. يتخرب كل من السمك والحليب بسرعة ويتلوثان بالجراثيم والمواد الكيميائية، لذا من الخطر تناول أي من هاتين المادتين من مصادر غير موثوقة. ولكن الإنسان يعمد إلى ربط الأمور بطريقة قد تبتعد عن الصواب، فيعتقد أن التسمم سببه خلط السمك والحليب، بدل أن يكتشف أن السبب هو تخرب أحدها.
هذا لا ينفي احتمال تسمم الإنسان بسبب تناول السمك واللبن معاً مع أن كل منهما سليم على حدة. يمكننا أن نفترض وجود تفاعل بين الحليب واللبن، مما يؤدي لتشكل مواد جديدة قد تسبب تحسساً عند بعض الأشخاص. في حين أن تناول هذه المواد المنفردة لا يعطي أي رد فعل مناعي من الجسم.
قد يعتبر جسم بعض الأشخاص أن هذه الخلطة هي خطر داهم على سلامة الجسم فيدافع بضراوة قد تؤدي لوفاة الإنسان. رغم أن هذا الإحتمال نادر الحصول جداً، إلا أنه قد يكون مساهماً هذه الخرافة على الأغلب. على الرغم من أن نسبة المتحسسين المتوقعة على هذا الخليط لا تتجاوز 1%، وشدة التحسس (إن وجد) تعتمد على كمية المواد المتناولة، لذا يمكن "للمجانين" تجربة تناولهما معاً للمرة الأولى بكمية قليلة شرط أن تتواجد وحدة إسعاف في الجوار. (في حال أحب جسمكم أن يكون من النوادر).
التفسير المناعي:
تهاجم الكريات البيض البروتينات الغريبة عنها، وتتسبب برد فعل مناعي يشتمل على إطلاق أجسام ضدية موجهة للبروتين وإصدار كميات كبيرة من الهيستامين. وفي هذه الحالة تحدث الحساسية allergy .
إن بروتينات الحليب قد لا تسبب حساسية عند بعض الأشخاص، ولكن هذه البروتينات مشهورة بربطها الفعال للمواد الغريبة (مثل إدمصاص المعادن). إن تناول بروتينات من السمك قد تغير الشكل الفراغي للبروتينات مما يجعلها غريبة وهدفاً للهجوم من الكريات البيض والتسبب بحساسية تجاه هذه الخلطة