فوائد القسط الهندي
عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ قَالَتْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (( عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ يُسْتَعَطُ بِهِ مِنْ الْعُذْرَةِ وَيُلَدُّ بِهِ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ ))[1]
( يُسْتَعَطُ بِهِ مِنْ الْعُذْرَة , وَيُلَدّ بِهِ مِنْ ذَات الْجَنْب ) كَذَا وَقَعَ الاقْتِصَار فِي الْحَدِيث مِنْ السَّبْعَة عَلَى اِثْنَيْنِ , فَإمَّا أَنْ يَكُون ذَكَرَ السَّبْعَة فَاخْتَصَرَهُ الرَّاوِي أَوْ اِقْتَصَرَ عَلَى الاثْنَيْنِ لِوُجُودِهِمَا حِينَئِذٍ دُون غَيْرهمَا ، والاحْتِمَال الثَّانِي أقوى .
وَقَدْ ذَكَرَ الأَطِبَّاء مِنْ مَنَافِع الْقُسْط :
ـ أَنَّهُ يُدِرّ الطَّمْث وَالْبَوْل .
ـ وَيَقْتُل دِيدَان الأَمْعَاء .
ـ وَيَدْفَع السُّمّ وَحُمَّى الرِّبْع وَالْوِرْد .
ـ وَيُسَخِّن الْمَعِدَة .
ـ وَيُحَرِّك شَهْوَة الْجِمَاع .
ـ وَيُذْهِب الْكَلَف طِلاءً ... فَذَكَرُوا أَكْثَر مِنْ سَبْعَة
قُلْت : وَيَحْتَمِل أَنْ تَكُون السَّبْعَة أُصُول صِفَة التَّدَاوِي بِهَا ; لأَنَّهَا إِمَّا طِلاء أَوْ شُرْب أَوْ تَكْمِيد أَوْ تَنْطِيل أَوْ تَبْخِير أَوْ سَعُوط أَوْ لَدُود ; فَالطِّلاء يَدْخُل فِي الْمَرَاهِم وَيُحَلَّى بِالزَّيْتِ وَيُلَطَّخ , وَكَذَا التَّكْمِيد , وَالشُّرْب يُسْحَق وَيُجْعَل فِي عَسَل أَوْ مَاء أَوْ غَيْرهمَا , وَكَذَا التَّنْطِيل , وَالسَّعُوط يُسْحَق فِي زَيْت وَيُقْطَر فِي الأَنْف , وَكَذَا الدُّهْن , وَالتَّبْخِير وَاضِح , وَتَحْت كُلّ وَاحِدَة مِنْ السَّبْعَة مَنَافِع لأَدْوَاءٍ مُخْتَلِفَة وَلا يُسْتَغْرَب ذَلِكَ مِمَّنْ أُوتِيَ جَوَامِع الْكَلِم .
وَأَمَّا الْعُذْرَة : وَجَع فِي الْحَلْق يَعْتَرِي الصِّبْيَانِ غَالِبًا , وَقِيلَ هِيَ قُرْحَة تَخْرُج بَيْن الأُذُن وَالْحَلْق أَوْ فِي الْخُرْم الَّذِي بَيْن الأَنْف وَالْحَلْق .[2]
[1] رواه البخاري (5693)
[2] الفتح (10/156-157)