كشفت دراسة جديدة أن "مصاصي الدماء" المدفونين في بولندا مع مناجل حول أعناقهم وصخور في أفواههم، لمنع جثثهم من العودة والتهام البشر، كانوا مجرد سكان محليين من المنطقة التي دفنوا فيها.
وقالت الباحثة المشاركة في الدراسة "ليزلي جريكوريكا"، عالمة الآثار والأحياء من جامعة جنوب ألاباما، إن إطلاق مصطلح "مصاصي الدماء" على المدفونين كان من السكان المحليين في المنطقة، التي اجتاحها وباء الكوليرا في ذلك الوقت.
وكانت حكايات مصاصي الدماء قد عمت أنحاء أوروبا الشرقية منذ القرن الـ 11، وفي التقاليد القديمة كان الشخص عُرضة لخطر أن يصبح مصاص دماء بعد الوفاة، إذا لم يكن قد تم تعميده في حياته، أو توفي بحادثة موت عنيفة، أو كان أول المتوفين بسبب وباء يجتاح المنطقة، أو كان من خارج المنطقة المحلية، طبقا لليزلي جريكوريكا.
حل لغز مصاصي الدماء في بولندا
وقد قامت الباحثة وزملاؤها خلال الدراسة بتحليل شظايا العظام من جبّانة Drawsko، الموقع البولندي الذي عُثر فيه على "مصاصي الدماء" المدفونين، وقال الباحثون إن تاريخ الجبّانة يعود إلى الفترة ما بين القرن الـ 17 والـ 18 الميلادي.
ودفن بعض الناس في هذا الموقع بمناجل تحت أعناقهم وصخور في أفواههم، لمنعهم من الاستيقاظ والتهام البشر الأحياء، على حسب اعتقاد الناس وقتها، وكان الهدف من المناجل قطع رؤوسهم إذا حاولوا النهوض من القبر، وكان الهدف من الصخور إغلاق أفواههم، حتى لا يكونوا قادرين على التهام البشر الباقين.
بعدها ألقى الباحثون نظرة فاحصة على 60 من الجثث من أصل 333 جثة كانت مدفونة في الموقع، ووجدوا أن 6 منهم مدفونون بطريقة "مصاصي الدماء" (أي بمنجل في أعناقهم وصخور في أفواههم)، وحلل فريق البحث نسبة نظائر "السترونتيوم" في الهياكل العظمية، لمقارنة النتائج بالعناصر البيئية المتاحة.
اكتشف الفريق أن هذه الجثث تعود بالفعل لمجموعة من السكان المحليين، أي أنهم لم يكونوا من الأغراب عن المنطقة، ولأن الجثث لم تُظهر أية دلائل على حدوث عنف أثناء الموت أو التعرض لإصابات شديدة، فقد خمّن فريق البحث أن الجثث ربما كانت لأوائل الناس الذين قضى عليهم وباء الكوليرا، الذي اجتاح المنطقة خلال ذلك الوقت، وقد خشى الناس من تحولهم لمصاصي دماء بعد وفاتهم، لذلك دفنوا على هذا الشكل.
وقد نُشرت نتائج الدراسة يوم 26 نوفمبر/تشرين الثاني في مجلة "بلوس وان".