أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو ستواصل القيام بالخطوات المطلوبة لدعم الشعب السوري من أجل تجاوز الأحداث المأساوية وتحقيق الوفاق والسلام بأسرع وقت.
وقال بوتين في حديث لوكالة "أناضول" التركية نشر يوم الجمعة 28 نوفمبر/تشرين الثاني، إن اتصالات موسكو مع ممثلين عن الحكومة السورية ومختلف جماعات المعارضة والشركاء الإقليميين والدوليين، بمن فيهم الأتراك، تهدف إلى تسوية الأزمة السورية.
وأكد الرئيس الروسي أن "الوضع في سوريا لا يزال يثير قلقا جديا. وندرك جيدا ما هو الوزر الثقيل الذي يقع على تركيا في ظروف النزاع الدموي المستمر لدى جيرانهم. وتجدر الإشارة إلى أن الخطر الرئيسي لتفاقم الوضع لاحقا في هذا البلد وغيره من الدول القريبة يرتبط بنشاط ما يسمى بالدولة الإسلامية وغيره من الجماعات الراديكالية التي كانت بعض الدول الغربية في حينها تراهن عليها وتناغمت معها وشجعتها".
وقال بوتين إن موسكو تعتبر مكافحة الإرهابيين والمتطرفين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المضطربة، بما فيها سوريا، إحدى المهمات الأولوية للمجتمع الدولي، معربا عن قناعته بأن الجهود الرامية إلى احتواء هذا الخطر يجب بذلها على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي والالتزام الدقيق بأحكام القانون الدولي، وقبل كل شيء مبادئ سيادة الدول وعدم التدخل في شؤون الدول الداخلية، وبشفافية ودون وجود أي "جدول أعمال" خفي.
وأكد الرئيس الروسي أن موسكو ستواصل دعم حكومات سوريا والعراق وغيرهما من دول المنطقة في مواجهة المتطرفين. وأضاف: "عموما نعتبر أن من المهم معالجة قضايا المنطقة الكثيرة بشكل متكامل وعلى أساس التحليل العميق لكافة الأخطار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".
وقال إنه من الواضح أن متطرفين يستغلون النزاع العربي الإسرائيلي المستمر منذ فترة طويلة لتجنيد أنصار جدد خاصة من الشباب.
وأكد بوتين أن روسيا تبذل جهدها منذ بداية الأزمة في سوريا من اجل تسويتها سلميا وسياسيا من قبل السوريين بأنفسهم وعلى أساس بيان جنيف الصادر في 30 يونيو/حزيران عام 2012، أي من خلال حوار داخلي دون شروط مسبقة وإملاءات خارجية.
وقال الرئيس الروسي إن تعزيز مواقف الجماعات الإرهابية في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط عموما يتطلب توحيد كافة القوى السليمة في المجتمع السوري من أجل مستقبل سوريا كدولة مدنية موحدة ديمقراطية مستقلة تضمن المساواة لجميع الطوائف والأمن والسلام لجميع المواطنين.