يعكس الفشل بالتوصل إلى اتفاق بخصوص النووي الإيراني بين طهران وواشنطن حجم الصعوبات لدى كل طرف في امكانية تجاوز الخطوط الحمراء التي جلبها كلاهما إلى طاولة المفاوضات. ولا تزال هناك خلافات كبيرة، لذلك تم تمديد المحادثات مدة سبعة أشهر أخرى، وفيما يلي نظرة لما تبدو عليه الأمور:
1 - تخصيب اليورانيوم
اتفق الجانبان على أن إيران ينبغي أن يكون لها "برنامج تخصيب محدود وأن تتعاون بشفافية" لضمان ان التخصيب لأغراض سلمية. إيران كانت لوحت سابقاً أنها بصدد التوسع في التخصيب إلى المستوى الذي يتطلب حوالي 190،000 جهاز طرد مركزي، الأمر الذي ترفضه الولايات المتحدة تماماً، وقد أصبح لدى طهران الآن حوالي 20،000 جهاز للطرد المركزي.
2 - فوردو وأراك
لأن محطة فرودو للتخصيب القريبة من قرية فرودة الإيرانية مبنية تحت الأرض ومحصنة ضد الهجمات الجوية، أصرت الولايات المتحدة وحلفاءها على إغلاق هذه المحطة، أوتحويلها لاستخدامات أخرى، لكن طهران تريد أن تبقي جهاز طرد مركزي يعمل هناك حتى إذا لم يتم التخصيب بالمحطة، وواشنطن ترفض ذلك تماماً.
أما مفاعل آراك الذي ما يزال قيد الإنشاء، هو وحدة للماء الثقيل التي من شأنها أن تنتج كميات كبيرة من البلوتونيوم يمكن استخدامه بالصواريخ. الولايات المتحدة تريد تحديد انتاج البلوتونيوم بكميات ضئيلة.. الإيرانيين من جهتهم يرحبون بإعادة هندسة لإنتاج بلوتونيوم أقل، لكن حقيقة موقفهم عكس ذلك.
3 - طول مدة الاتفاق
في نهاية المطاف ومع الوصول إلى اتفاق نهائي، ستعامل إيران على أنها ضمن منظومة الاستخدامات السلمية للطاقة النووية ومنضوية ضمن معاهدة حظر انتشار السلاح النووي. وهذا يعني أن ايران لها الحق في توسيع التخصيب لاحقاً دون القلق من مراقبة صارمة مستقبلاً.
واشنطن لانت في موقفها من طول مدة الاتفاق، فبعد أن كانت تطالب باتفاق مدته 20 سنة على الأقل، قبلت بفترة تترواح بين 10 و 15 عاما، بينما ايران تريد اتفاقاً مدته أقل من 10 سنوات.
4 - العقوبات والإغاثة
ايران تريد الإغاثة الفورية والدائمة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ورفع عقوبات الامم المتحدة، لكن من غير المرجح أن تحصل على أكثر من إضافة رمزية عبر تخفيف بعض العقوبات مؤخراً، وكل ذلك مرتبط بوجود اتفاق نهائي وآلية لضمان امتثال طهران لمطالب الدول الكبرى.
الولايات المتحدة وشركائها مصرة على أن أي رفع للعقوبات سينقلب عكسا على عقب في حالة عدم امتثال طهران. وقد أشار أعضاء الكونجرس الجمهوريون أنهم سوف يسعون لتكثيف العقوبات في حالة حدوث اتفاق مع ايران لا يتضمن تفكيك عملية التخصيب.
5 - الأسلحة النووية
تنفي ايران رغبتها بتصنيع وامتلاك الأسلحة النووية، وتعهدت بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقيق بهذه المزاعم. ولكن طوال أشهر من التحقيق، طهران لم تقدم المعلومات المطلوبة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حين أن التحقيق منفصل عن المحادثات. وتقول الولايات المتحدة لا يمكن التوصل لأي اتفاق إلا إذا كانت وكالة الطاقة الذرية راضية عن تعاون إيران ونتائج التحقيق.