هل يجوز صيام أيام التشريق
بداية القول علينا تعريف ما هي أيام التشريق أولا ، ان أيام التشريق هي الأيام الثلاثة التي تأتي بعد عيد الأضحى مباشرة ، وقد سميت بأيام التشريق هكذا ، هو لأن الناس يشرقون فيها ، أي في هذه اليام اللحم أي بمعنى أنهم ينشرونه في الشمس، وذلك لكي ييبس حتى لا يتعفن إذا هم حفظوه أو ادخروه،فالناس قديما لم تكن عندهم ثلاجة لتحفظ الماكولات ولو لم يقوموا بهذا التشريق لكان مصير كل الأطعمة الزائدة سلة النفايات ، وهذه الأيام الثلاثة قال فيها الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل"، بناءا عليه فإذا كانت كذلك، أي كان موضوعها وهدفها الشرعي هو الأكل والشرب والذكر لله،لذلك فإنها لا تكون وقتاً للصيام أو للصيام ، ولهذا قال سيدنا ابن عمر وقالت سيدتنا عائشة رضي الله عنهما:
"لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي" وذلك يعني للمتمتع والقارن فإنهما يصومان بناءا عليه ثلاثة أيام في الحج وسبعة أيام إذا رجعا وعادا إلى أهلهما، فيجوز للقارن والمتمتع إذا لم يجدا الهدي أن يصوما كما أشرنا هذه الأيام الثلاثة حتى لا يفوت موسم الحج قبل صيامهما. أما ما سوى ذلك فإنه لا يجوز بأي حال من الأحوال صومها، حتى ولو كان على الإنسان صيام شهرين متتابعين فإنه يفطر في يوم العيد وفي الأيام الثلاثة التي بعده، ثم بعد ذلك له أن يواصل صومه.
فكما رأينا ليس الصوم مباحا على المسلم طيلة أيام السنة كيفما شاء وأن هناك سؤالا منطقيا يطرح نفسه : أوليس كل الأنبياء على دين الإسلام ، وذاك النبي وأظنه أيوب الذي كان يقال أن حياته قد قضاها يوم للصوم ويوم بغير صوم ، فكيف لم يصم أيام التشريق ؟ نستنتج أن الإسلام في جوهره يعني أكثر من تفاصيله ، فإبراهيم كان حنيفا مسلما في جوهر الإسلام وليس في أشكاله وأحكامه وتشريعاته التي أتت فيما بعد والله أعلم .