لم يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بشيء إلا وكان فيه الخير والنفع والفائدة، ولم ينهنا عن شيء إلا وكان فيه الضرّ والشرّ والتعاسة... ومن الأوامر النبوية الكثيرة إرخاء اللحية بالنسبة للرجل. حيث أكد الحبيب الأعظم ذلك بقوله (أرخو اللحى وحفوا الشارب) متفق عليه.
ومنذ أيام (20-2-2013) أكدت دراسة علمية نشرت على مجلة Radiation Protection Dosimetry Journal أن وجود شعر على وجه الرجل يقي الجلد من تأثير الأشعة فوق البنفسجية الضارة UV بنسبة تصل إلى 95 بالمئة.
وفي الدراسة العلمية التي قامت بها جامعة University of Southern Queensland تبين أن اللحية تطيل عمر خلايا الجلد وتحافظ على نضارة وحيوية الوجه وتؤخر أعراض الشيخوخة وتقي من سرطان الجلد الناتج عن التعرض الطويل لأشعة الشمس!
ولكن دراسة أخرى من موقع dailymail البريطاني الشهير تؤكد أن إرخاء اللحية تقلل عدد المعجبات بالرجل وتقلل مستوى جاذبيته للنساء!! وتؤكد الدراسة العلمية أن اللحية تجلب للرجل مزيداً من الاحترام والتقدير من الأوساط المحيطة به.
كيف نقرأ هذه الدراسة من منظور إسلامي؟
لو تأملنا كل ما جاء به الإسلام لابد أن نجد فيه الخير والسعادة والصحة للإنسان والمجتمع. وها هو العلم الحديث ومن خلال تجاربه وبواسطة علماء غير مسلمين، يكشف فوائد اللحية، والنبي صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرناً أراد لنا هذه الفوائد، ألا يستحق هذا النبي الكريم كل الاحترام والتقدير؟
ملاحظة هامة:
إن النبي عليه الصلاة والسلام أمرنا بالكثير والكثير من الأوامر ومنها ما كشف فوائده العلماء ومنها ما لم يتم اكتشافه، ولذلك ينبغي على المسلم أن يلتزم قدر المستطاع بتعاليم الإسلام، ولكن بدون تطرف أو تشدد. يقول تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) [التغابن: 16].
كذلك لا ينبغي أن نقيّم إيمان المؤمن بناء على وجود لحية له أو بناء على شكل لباسه أو طول ثوبه أو مظهره الخارجي .. فالمؤمن يتم تقييمه على أساس التقوى وعلى أساس معاملته للناس وحبه للخير ومساعدة الآخرين والتواضع والأخلاق الحسنة والصبر على أذى الناس وحسن معاملته لزوجته وأولاده... وليس على أساس المظهر!! يقول تعالى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات: 13].