أكدت وزارة الداخلية السعودية أن تشديد الأمن داخل المملكة زاد من صعوبة تنفيذ المتشددين لأعمال عنف، وهم يقومون بالتحريض لتفجير صراع طائفي في البلاد.
وصرح اللواء منصور التركي المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية لوكالة "رويترز" الثلاثاء 18 نوفمبر/تشرين الثاني أن "الدولة الاسلامية والقاعدة تبذلان قصارى جهدهما للقيام بأعمال أو جرائم إرهابية داخل السعودية"، مضيفا "هم يحاولون استهداف النسيج الاجتماعي وخلق صراع طائفي داخل البلاد."
وقال التركي إنه رغم أن سعوديين لعبوا أدوارا قيادية مهمة في تنظيمات مختلفة للقاعدة، فإن الرياض لم تتعرف على أي سعودي في المراكز القيادية في "الدولة الاسلامية"، مرجحا أن التنظيم يميل لاستخدام أفراد سعوديين من أعضائه في الدعاية بسبب دور المملكة القيادي بين الدول السنية.
التركي: صعوبة دخول مقاتلي "داعش" الى المملكة دفعهم الى تحريض المتعاطفين داخل البلاد AFP صورة من الأرشيف
وأضاف أن تحسين أمن المؤسسات الحكومية مثل فرض حراسة على الأهداف المحتملة وزيادة الدفاعات الحدودية والمراقبة زاد بشدة من صعوبة قيام متطرفين بتنظيم أعمال عنف داخل السعودية مثل الهجمات التي شنها تنظيم القاعدة في الفترة من 2003 إلى 2006.
وقال التركي إن صعوبة اجتياز مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية لقيود الأمن ودخولهم الى المملكة دفعت التنظيم الى محاولة تحريض المتعاطفين داخل البلاد لتنفيذ هجمات.
ضرب مناطق شيعية في السعودية يظهر الطبيعة الطائفية للجهاديين AFP صورة من الأرشيف
وكان هجوم شنه مسلحون في الأحساء شرق المملكة في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري أسفر عن مقتل 8 أشخاص من الشيعة في يوم عاشوراء.
ولم يستهدف هجوم الأحساء أهدافا حكومية أو أجنبية أو البنية التحتية، التي تتمتع بحماية افضل من جانب قوات الأمن، بل استهدفت ضرب مواطنين سعوديين شيعية.
وأضاف التركي أن ذلك يظهر الطبيعة الطائفية المتزايدة للعقيدة الجهادية ويؤكد أيضا على ان تشديد إجراءات الأمن قد قلل من عدد الأهداف الواضحة التي تركز عليها هجمات المتشددين.
البغدادي يدعو لشن هجمات في السعودية والسلطات تعتقل50 شخصا AFP صورة من الأرشيف
وكان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي دعا الاسبوع الماضي لشن هجمات في السعودية، التي أعلنت أن "داعش" تنظيم إرهابي وشاركت في الضربات الجوية التي يشنها تحالف دولي كما سعت لتعبئة كبار علماء الدين للتنديد بالتنظيم.
ولم يعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجوم في الإحساء ولم تحمله السعودية المسؤولية، لكن السلطات اعتقلت أكثر من 50 شخصا من بينهم بعض من قاتلوا مع "جهاديين" في سوريا أو سجنوا في السابق للمشاركة في القتال في صفوف تنظيم القاعدة.