ولاية تمنراست ( عاصمة الهقار) :
تمنراست عاصمة للهقار موطن أسطورة التوارق تينهنان و عالم السحر و الانهيار حيث تجد الطبيعة الخلابة في انتظارك لتدعوك إلى سفر لم يخطر يوما على بالك لأن كل ما فيه جذاب و متميز .
تمنراست ذلك العالم الرائع و الشاسع يأخذك لتكتشف أسرار الطبيعة معنى الوجود والاستمرارية أن تحس بذاتك و تندهش بإعجاز الخالق ، و بهذا كله .
تقع ولاية تمنراست أقصى الجنوب الجزائري على بعد 2200 كم عن العاصمة و قد انبثقت بموجب التقسيم الإداري لسنة 1974 م ، يحدها من الشمال ولاية غارداية و من الشمال الشرقي ولاية ورقلة ، و من الشرق إليزي ، ومن الجنوب الشرقي جمهورية مالي ، و من الجنوب الغربي النيجر و من الغرب ولاية أدرار ، و بهذا الموقع تعد إستراتجية ، فهي همزة الوصل بين الجزائر و إفريقيا كما أنها نقطة تبادل تجاري و ثقافي جد هامة .
يبلــغ عــدد سكانــها 164.245 نسمـة يتوزعون على مساحة تقدر بـ : 557906.25 كم2 كما تظم 07 دوائر و 10 بلديات .
و من الجهة المناخية فيسودها مناخ صحراوي و يبلغ متوسط الحرارة في المساء 13° ة صيفا 29° مع تسجيل مفرقات حرارية أو برودة قصوى كما تستقبل أمطار مدارية صيفية في شهري أوت و سبتمبر .
كما لها مجال حيوي ينقسم إلى المناطق التالية :
الهضاب ( الحمادات ) :
يقع في الجهة الشمالية والشمالية الشرقية في هضبتي ( تادمايت ، وتينغرت ) .
السهول :
تتمثل في سهول أودية الهقار الغرينيتية سهل تيديكلت ، صهل أمدرور ، سهل تنزوفت ، سهل التينري ، سهل تمنراست .
الكتل المعزولة :
تتمثل في سهول إنزير البركانية الأصل و المتواجدة من تمنراست نحو جانت و كتل ( إنفوغاس ، بتينزاوتين ) .
الكتل المحيطية :
تتمثل في انهيارات يتراوح علوها ما بين 500 م و 800 م وتحيط بالكتلة الوسطى للهقار .
الطاسيلي :
يمثل الحزام الخارجي للأهقار و يتكون من تشكيلات جيولوجية رائعة تعود إلى العصر الجليدي الأول و يضم كل من مودير بالشمال ، طاسيلي ناجر في الشرق و الجنوب الشرقي طاسيلي ناهقار بالجنوب و الأسجراد و الأهنات في الغرب و الشمال الغربي .
تتميز الثروة النباتية بولاية تمنراست بالتنوع فهي تضم أزيد من 300 صنف نباتي من أصول مدارية متوسطية و صحراوية من بينها : الطلح ، الشيح ، تبركات …
أما الأنواع الحيوانية فتتمثل في : الغزال ، الفهد ، الأروية ، الفعى ، الضب … ، هذه فبالإضافة إلى الأسماك منها : باربوكس ، تملابيا ، سيلور …
تفتخر ولاية تمنراست بعنق عراقة تاريخها الذي يعود إلى أكثر من 600.000 سنة إلى ذلك الزمن البعيد حيث ظهر الإنسان البدائي و شيد حضارة راقية عرفت وجها في صحراء الجزائر وازدهرت قبل حضارة الفراعنة لـ 5000 سنة تشهد على ذلك الرسومات و النقوش الحجرية التي تحتفظ بتاريخ المنطقة و التي اكتشفت بطاسيلي الهقار وتيديكلت و هي تمثل اليوم أغنى متحف في الهواء الطلق الفنون ما قبل التاريخ ولذلك صنفت منطقة اليونسكو الحظيرة الوطنية للهقار ضمن التراث العالمي المحفوظ .
ظلت تمنراست تستقطب اهتمام الشعوب و عرفت انتشار البربر ( الطوارق ) الذين قدموا من ( عزان ) و شهدت حركة بشرية جد نشيطة عندما استفر الرومان بشمال إفريقيا جعلوا منها مسلكا و قطب تجاري مهم و تحولت إلى ملتقي قوافل تجارية من أوروبا ، روما ، إفريقيا بها السوداء خلال الفتح الإسلامي استقر بها الشرفاء و المرابطين من فافيلالت و الساقية الحمراء ، في فترة الاحتلال الفرنسي شهدت نشوب العديد من المقاومات و الثورات الشعبية و من أشهرها : ثورة الدغامشة ، ثورة تديكلت ، ثورة الفقيقرة ، ثورة تيت ….. و هذا بالإضافة إلى ثورة الشيخ أمود عن اندلاع الثورة التحريرية لعبت دورا فعالا إلى غاية الاستقلال في 05 جويلية 1962م