سود الاطلس في المغرب:[/rtl][/size]
خلال صيف 1994 زارت قرية تاكلفت، بجبال الأطلس في وسط المغرب، جمعية فرنسية تعنى بالنمور الأفريقية للقاء رجل يدعى «حدوشان»، كانت قد كتبت عنه الصحافة الفرنسية في خمسينات القرن الماضي أنه صارع نمرا عندما هجم عليه بغتة واستطاع أن يطرحه أرضا. وكانت البعثة الفرنسية مهتمة بالتأكد من صحة الواقعة ومعرفة المزيد من تفاصيلها، خاصة أن «نمر الأطلس» بات منذ سنوات في عداد الحيوانات المنقرضة. وتبين للبعثة أن وقائع القصة حقيقية، لأن الرجل كان يعمل ساعي بريد بين مدينة بني ملال، في وسط المغرب، وتلك القرية الواقعة بأعالي الجبال. وذات يوم غلبه النعاس في المسالك الجبلية الوعرة واضطر للنوم على قارعة الطريق، فهاجمه النمر لكنه نظرا لبنيته القوية وطوله الفارع استطاع أن يغلب الحيوان المفترس.
[size=21][size=20][/size][/size]
اليوم، هذه الحيوانات المفترسة، وخاصة الأسود والنمور التي كانت تعيش في غابات جبال الأطلس المغربية، ما عادت موجودة. ونسب إلى حياة مصباح، رئيسة إدارة المحافظة على النباتات والحيوانات المتوحشة في المندوبية السامية للمياه والغابات (بمثابة وزارة)، قولها إن «عوامل طبيعية واجتماعية واقتصادية أدت إلى انقراض ثمانية أصناف من الحيوانات البرية وعدة أصناف من الطيور»، وتابعت أن «خطر الانقراض يهدد عددا كبيرا من الحيوانات الثديية وأكثر من ثلاثين نوعا من الطيور».
مصباح، قالت أيضا بمناسبة «اليوم العالمي للحيوان»، الذي يحتفل به في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام، إن الحيوانات المنقرضة تشمل «أسد الأطلس» والنمر والفهد والمهاة والأيل.
ويعرف «أسد الأطلس»، الذي يتخذه المغاربة شعارا لبلدهم، أيضا بـ«الأسد الأمازيغي»، وكذلك «الأسد النوبي»، وهو إحدى سلالات الأسود التي انقرضت في البرية خلال القرن الماضي.
[size=21][size=20][/size][/size]
وذكرت مصادر مطلعة أن آخر أسد من أسود الأطلس قتله صيادون فرنسيون عام 1922. وتؤكد المصادر الرسمية المغربية أن «أسد الأطلس» يوجد فقط في حدائق الحيوانات في بعض المدن المغربية، غير أن المغاربة يتذكرونه دائما إبان مباريات منتخبهم لكرة القدم، إذ يطلق على لاعبي المنتخب لقب «أسود الأطلس».