ماذا تعني الصلاة !! ولماذا اصلي ؟
﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا
وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا
حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ(24)﴾
[ سورة التوبة: الآية 24]
أي كأن الطريق إلى الله ليس سالكاً، ذلك لأن الإنسان حينما آثر مخلوقاً، وعصى خالقاً صار الطريق إلى الله مغلقاً.
نحن نقول دائماً أيها الإخوة والأخوات في افتتاح صلواتنا وفي الأذان:
الله أكبر، ما معنى الله أكبر ؟
الإنسان إذا أطاع مخلوقاً، وعصى خالقاً، إذا أطاع زوجته في معصية الله إرضاء لها،
وعصى الذي خلقه من عدم، إذا أطاع مخلوقاً، وعصى خالقاً،
إذا غش المسلمين في بضاعتهم، أي رأى أن الربح الذي يأتي من الغش أثمن من طاعة الله عز وجل،
هذا الإنسان ما قال الله: أكبر، ولا مرة، ولو رددها بلسانه ألف مرة.
أيها الإخوة الأحباب، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما،
أن يكون أمر الله في قرآنه، ..
وأمر نبيه في سنته أحب إليه مما سواهما.
ماذا تعني الصلاة !! ولماذا اصلي ؟
أختي الغالية :
الصلاة معراج المؤمن.
وفيها سترت وكنزت مائة ألف من الآثار والفوائد،
لا بل هي خارجة عن حد الإحصاء،
فما أعظم كسل الإنسان وعدم إنصافه بحق نفسه أن هو هجر هذا المعراج متمسكا بكنوز قارون.
أملي أن نُوفَّق على الأعمال الطيبة المرضيَة.
نسأله تبارك وتعالى أن يوفقنا على ما يحب ويرضى ويقربنا إليه إنه هو المقتدر القدير وبالإجابة جدير.
--الصلاة سبب توجه القلب إلى ملكوت الآيات، فيكون الإنسان في خلوة مع الحق فيتحدث إليه
ويقتبس من فيوضاته، وإذا ما أدى الإنسان صلاته بقلب في غاية الصفاء
فإنه سيفوز بتأييدات الروح القدس أيضا.
ويقضي بذلك على حبه لذاته.
-- الصلاة فرض واجب على الجميع، أنها معراج الأرواح ومصباح قلوب الأبرار
وهي ماء الحيوان من جنة الرضوان، وواجب منصوص من لدى الرحمن لا يجوز أبداً التأخير والتهاون فيه.
--الصلاة والابتهال يقودان الإنسان إلى ملكوت الأسرار وعبادة الرب المتعال
وتقرّبه من العتبة الإلهية ففي المناجاة لذة تفوق جميع اللذات وفي ترتيل الآيات حلاوة هي منتهى آمال المؤمنين والمؤمنات.
وفي الصلاة يناجي الإنسان محبوبه الحقيقي ويبثه أسراره،
فلا لذّة أعظم من هذا إذا تمّت بقلب منقطع ودمع دافق وفؤاد واثق وروح شائق.
كلّ الذات جسمانية ولكن هذه لها حلاوة رحمانية.
--الصلاة هي أسّ أساس الأمر الإلهي وسبب إحياء القلوب الرحمانية وبعث الروح فيها
فإذا ما انصرفنا للمناجاة في الصلاة – والأحزان أحاطت بنا جميعا – تزول الغموم كلها ويحل محلها الروح والريحان،
ونصبح في حالة لا يمكن أن أصفها، فإذا ما قمنا بالصلاة بين يدي الله بكل خضوع وخشوع وتنبه
وتلونا مناجاة الصلاة برقة متناهية يحلو المذاق بحيث يفوز الوجود بالحياة الأبدية،
--بمواظبتنا على الصلاة ، تتفتّح أمامنا أبواب العطاء، ونفوز بالروحانية العظمى،
وتتيسّرلنا مشاهدة الآيات الكبرى ويتحقق المعراج الروحاني.
--لنستقم على الصلاة والدعاء في الأسحار حتى يزداد وعينا يوما بعد يوم،
فتخرق حجبات أهل الشبهات بقوة معرفة الله، وتهديهم إلى الهداية الكبرى،
وتكون كالشمع في كل جمع تشعّ بنور العرفان.
--أقامتنا للصلاة و قراءةالمناجاة ، نزداد ثباتا واستقامة وروحاً وريحاناً يوما بعد يوم،
فتزيد بذلك دائرة المعرفة الإلهية اتساعاً ونار محبّة الله اشتعالاً.
--المناجاة والصلاة مَعين الحياة، فهما علّة حياة الوجود
فليتك تحلو والحـياة مـريرة و ليتك ترضى و الأنام غضاب
وليت الذي بيني و بينك عامر و بيـني و بين العالمين خراب
وليت شرابي من ودادك سائغ و شربي من ماء الفرات سراب
تأملي معي هذا الحديث
عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
(( ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا ))
[ مسلم، الترمذي، أحمد ]
أيتها الأخوات،..
أنت حينما تتصل بشيء من خلق الله عز وجل، ولو كان طعاماً، أو فاكهة، أو منظراً جميلاً،
أو وردة رائعة، إنك تتصل عن طريق الحواس، عن طريق العينين، أو عن طريق الأذنين، أو عن طريق اللمس،
ما الذي حصل ؟
ما هي المتعة ؟
هي اتصال إنسان بمخلوق منحه الله جل جلاله مسحة من جمال،
ذلك أن الإنسان في الأصل فطر على حب الجمال، وعلى حب الكمال، وعلى حب النوال،
الإنسان حينما يتصل بمخلوق منحه الله مسحة من الجمال يسعد بهذا الاتصال،
فكيف إذا اتصل بأصل الجمال، كيف إذا اتصل بخالق السماوات والأرض ؟ كيف إذا اتصل بمبدع الكون ؟
كل ما تراه عينك من جمال إنما هو أثر من جمال الله عز وجل، من هنا نفهم قول النبي عليه الصلاة و السلام:
((... إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي )).
[البخاري ومسلم عن أبي هريرة]