بسم الله الرحمان الرحيم.
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .
أما بعد سوف سأواصل في هذه الحلقة الثانية في الحديث عن مدرسة شهر رمضان و واستمر في الحديث عن درس الصبر الذي نتعلمه من شهر رمضان المبارك المدرسة العظيمة لأن الصابرين يحبهم الله فقد قال الله عز وجل في سورة آل عمران الآية 146 ما يلي :
"وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا و الله يحب الصابرين"
فمن خلال الآية الكريمة يتبين أن الله يحب الصابرين لهذا عندما نصبر على الجوع و الظمأ في شهر رمضان المبارك وعلى الشهوات أيضا فإن الله يحب الصائمين الصابرين أما من ينتهك حرمة رمضان بعدم الصبر و الشرب والأكل بدون عذر شرعي فإن الله يمقته لأنه عصى الله وأساء فهم درس الصبر في شهر رمضان المبارك شهر الصيام حيث ضعفت إرادته وخارت عزيمته فالمسلم في شهر رمضان لا يجب أن يضعف فيه مادام إنسانا متزنا ولا يجب أن يصاب بالهوان فالصبر كالمال النافع المنهمر والنهر المتدفق له قيمة عظمى في حياتنا ويبرز معادن الرجال لأن دواء الدهر الصبر عليه .
والصبر في شهر رمضان صبران صبر على ما نكره و صبر على ما نحب فأما صبر على ما نكره فهو الصبر على الجوع و الظمأ و صبر على ما نحب وهو الماء و الطعام الشهي عندما يوضع نصب أعيننا نصبر و لا نشرب ذلك الماء ولا تناول أشهى المأكولات التي نحبها .
لهذا يجب أن نتعلم خلق الصبر في شهر رمضان لأن الصبر فيه على الماء مثلا ليس شيئا فخما أو تافها بل إنه أمر حيوي لأن عدم شرب الماء لأيام معدودة قد يؤدي بالإنسان إلى الهلاك والموت أما مثلا الصبر على عدم ركوب سيارة فهذا شيء فخم و ليس من الحاجيات الأساسية في حياة الإنسان لأن عدم ركوب السيارة لأيام بل لشهور لا يؤدي بالإنسان إلى الموت أو الهلاك .
لهذا فالصوم في شهر رمضان يعلمنا الصبر في أمور ذاتية حيوية ومن خلالها نتلقى تربية لنفوسنا كبشر حتى نعلمها القناعة التي هي كنز لا يفنى ونتعلم عدم التسرع وعدم التهور أو الإنسياق في عالم الشهوات الزائلة التي قد تعطي إلى الآخرين انطباعا أننا تافهون فالصبر يعلمنا الإرتقاء بالنفس إلى عالم الحكمة و الفضائل .
هذا ما وقفني الله كتابته و للحديث تممه وبقية سأتحدث عنها في الحلقة القادمة
عن الصبر في رمضان والسلام عليكم ورحمة الله وبراكاته واستودعكم الله أماناتكم ودينك وخواتيم أعمالكم و الرجاء تنبيهي إلى أي خطأ مهما كان نوعه إملائي أو ممن ناحية الفكرة أو الأسلوب وجزاكم الله خيرا مسبقا .