عرف الناس عبر التاريخ ما سمي بعجائب الدنيا السبع وعرفت كأس العالم في مينيراو عجائب كرة القدم على حقيقتها.
ســامــر الحــلــبي
صدمة لا، كارثة أكثر، دمار شامل ممكن، زلزال صاعق أكيد..
هذا ما أصاب منتخب "السيليساو" على يد المنتخب الألماني "مانشافت" بقيادة مدربه المحنك يواكيم لوف الذي يسعى وراء اللقب بكل ما أوتي من قوة، وهو إن نجح بإحراز كأس العالم فإنه سيكون عن جدارة واستحقاق.
أكثر المتشائمين لم يكن يتوقع فوزاً ألمانياً ساحقاً بهذه النتيجة بل أحدهم لم يكن يتوقع أن تفتتح ألمانيا باب التسجيل وتختتمه البرازيل، بهدف شرفي !
منتخب ألمانيا كشر عن أنيابه منذ البداية ودق ناقوس الخطر بعد فوزه العريض على البرتغالية بـ"رباعيات" لوف أيضاً وبدا أنه قدم إلى البرازيل لحفر اسمه على رمال "كوبا كابانا"، ولم يلق حتى الان المقاومة الشرسة من المنتخبات القوية بل كانت معاناته مع منتخبات من الصف الثاني أمثال غانا والجزائر التي أذاقته الويل في مباراة الدور الثاني.
ولكن رجال لوف ظهروا على حقيقتهم الشفافة في مباراة البرازيل وكأن قائداً أطلق يد جنوده في الميدان ليرتكبوا أبشع المجازر، فكانت عجائب المانشافت "السبع" التي سيتوارث الأجيال الحديث عنها بكل فخر وعزة من ناحية الألمان وبخنوع وذل من جهة البرازيليين.
الفارق الوحيد بين تشكيلة الألمان تشكيلة البرازيليين، هي أن الكتيبة الألمانية منسجمة ومتناغمة في العزف على وتر واحد، ولديها ارتباط وثيق فيما بينها، فيواكيم لوف ما فتئ يحضر ويعمل على منتخبه منذ سنوات استعداداً لليوم الموعود، أي 13 تموز/يوليو 2014.
بينما جاءت تشكيلة سكولاري على عجل فيما يبدو، واستدعى نفس تشكيلة كأس القارات، ولم يجد الحلول في كثير من المراكز بعدما توسم الجمهور خيراً في نيمار واعتبر المنقذ الوحيد وانه قادر إلى قيادة البرازيل إلى الهدف المنشود، فمع زوال مملكة "الراء" أي رونالدو، ريفالدو، رونالدينيو، روبرتو كارلوس وغيرهم من الوجود في القاموس الكروي البرازيلي، بات من الصعب أن تلد البرازيل إلا ولادة قيصيرية فيما يبدو. فالأسماء الحالية هي خجولة ولا تشرّف أمة كرة القدم ومهدها الحقيقي والتاريخي، إذ بدا الدفاع الأصفر واقفاً أمام المد الألماني الجارف، يعجز عن القيام بدوره، حائراً ومحيراً معه عقول الجماهير وعقل سكولاري الذي توقف عن العمل لفترة وجيزة لأن هول الصدمة جاء أكبر منه، ولو فتحت عليه خراطيم ماء الدنيا لما أيقظته من صدمته.
ألمانيا مستعدة الان لمواجهة المنافس سواء كان هولندا أم الأرجنتين بقلب عازم على انهاء المعركة وكسب الحرب وهي وجهت رسالة شديدة اللهجة مفادها أن ألغامنا قد تنفجر في أي لحظة وأن اللعب مع الكبار ممنوع وله أثمنة غالية.
لقد أثبت المنتخب البرازيلي بالأمس أن بلاده لم تعد تصدر نجوماً عالية الجودة، وأن الدوري المحلي هو دوري ضعيف وما نيمار ومارسيلو ودافيد لويز إلا قلة قليلة تم انتقاؤها بعناية ودراية من الأسواق العالمية لأنها هي الوحيدة المتبقة وأن الباقين منتهو الصلاحية.