حواس الطفل.. بحاجة إلى فهم وتنميةإلى فترة قريبة كان هناك إعتقاد سائد لدى الآباء والأمهات
بل ولدى أطباء الأطفال أيضاً
بأن الطفل يخرج من رحم أمه وهو لا يملك إلا جزءاً بسيطاً من القدرة
على تحسس الأشياء من حوله وإدراكها.
إلا أن ذلك الإعتقاد قد تغير نتيجة للدراسات التي أجريت حول تطور دماغ الرضيع
وثبت أن المولود الجديد
يستخدم حواسه الناشئة، ويمتلك قدرة- أكبر مما هو متوقع
على الإبصار والسمع والتذوق والإحساس
وكل تجربة إحساس كالرضاعة والهدهدة والنظر إلى ابتسامات والديه
وإن جميع تلك التجارب الحسية تساعد دماغ الطفل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]على التحفيز والتطور التدريجي.
ويعتقد العلماء أن الكيفية التي يستخدم بها الطفل حواسه في الأشهر
الأولى من حياته تؤثر بشكل كبير على نموه في المستقبل.
ماذا يرى الوليد؟
يتمتع الطفل بعد الولادة مباشرة بنظر محدود، ويكون العالم أمام عينيه
عبارة عن صورة باهته ضبابية، ويذكر أطباء الأطفال أنّ المولود الجديد يستطيع
أن يتبين فقط الأشياء المتناقضة، مثل الأسود والأبيض
كما يستطيع الرضيع أن يحتفظ بما تمكن من رؤيته.
كما وجدت الدراسات أن استماع الأطفال لإيقاع الكلمات التي تُنطق
أمامهم يساعدهم في القراءة عند التحاقهم بالمدارس.
ماذا عن التذوق والشم؟
يعتقد العلماء بأنّ حاسة الشم تبدأ في النمو بصورة أكبر بعيد
ميلاد الطفل، فبعد أسبوع من ميلاده يستطيع
الطفل أن يميَّز رائحة أمه، فحاسة الشم من الحواس المهمة لإرتباط الطفل الرضيع بأمه.
كما بيَّنت إحدى الدراسات أنّ الطفل يشعر بالسرور
إذا اشتم رائحة الليمون.
ومن ناحية أخرى يستطيع الطفل عند ميلاده أن يتذوَّق الطعم الحلو والمر والحامض
ولكنه يفضل الطعام الحلو أكثر من غيره.
كما يستطيع المولود حديثا أن يتذوَّق طعم الملح، ويقول الأطباء
"إذا قدمت لطفل حديث الولادة ماءً مالحاً فإنه لن يستطيع
أن يشربه كما يشرب الماء العادي" ويتوقع الباحثون بأن مستقبلات
الملح تنمو في لسان الطفل بعد أربعة أشهر من ميلاده.
لمسة حنان
اللمس من أولى الحواس التي تنمو لدى الطفل حديث الولادة، وتبدأ في العمل
بعد الولادة مباشرة، ويستخدم الرضيع اللمس
لمعرفة البيئة التي حوله، واللمسة الرقيقة من أحد الوالدين لا تهدهد الطفل فقط
بل تساعده على النمو. "فاللمسة التربوية
كما يقول الأطباء- ستطلق هرمونات النمو، والأطفال الذين يحرمون من هذه اللمسة يتوقف
عندهم عمل الجينات التي تتفاعل مع هذه الهرمونات".
وبعبارة أخرى فإنّ هؤلاء الأطفال يتوقف نموهم، وسجلت هذه الظاهرة في
دور الأيتام التي يقل فيها عدد العاملين.
وأكثر من ذلك فإنّ التدليك الناعم للطفل أثبت فعاليته في تقليل مستوى
الهرمون الذي يسبب الضغط المسمى كوتيزول
واكتشف باحثون بجامعة "منيسوتا" الأمريكية أنّ الأطفال الذين يتلقون
تدليكاً بواقع مرتين في الأسبوع لمدة ستة أسابيع
سيكونون أقل حساسية ويستطيعون النوم بصورة أفضل من الأطفال الآخرين.