2 المجاز المرسل والمجاز العقلي:
أ- المجاز المرسل: كلمة استعملت في غير معناها
الأصلي لعلاقة غير المشابهة، مع قرينة مانعة من إرادة
المعنى الأصلي.
(فإن كانت العلاقة المشابهة سُمي استعارة وسيأتي
شرحها).
ومن علاقات المجاز المرسل: السببية، المسببية،
الجزئية، الكلية، اعتبار ما كان، اعتبار ما يكون،
المحلية، الحالية...
مثال: (له أيادٍ عليّ سابغة – أعد منها ولا أعددها)
عبّر الشاعر عن الّنعمة باليد لأّنها هي التي تمتدّ
بالعطايا والّنعم، والعلاقة السببية لأن اليد سببٌ في بلوغ
الّنعم إلى أصحابها.
ب- المجاز العقلي: هو التجوّز في الإسناد، بإسناد
الفعل أو ما في معناه (كاسم الفاعل أو المصدر...) إلى
غير ما هو له في الظاهر.
ومن علاقات المجاز العقلي: نسبة الفعل إلى سببه، أو
زمانه، أو مصدره، أو بإسناد المبني للفاعل إلى
المفعول، أو بإسناد المبني للمفعول إلى الفاعل...
مثال: (ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا –
ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد)
فقد نسب الفعل للأيام وفي الحقيقة الأيام لا تبدي شيئا،
وإّنما حوادث الأيام هي التي تبدي للإنسان كثيرا من
الأشياء، والمسوّغ لهذا الإسناد كون الأيام زمان الفعل،
فالعلاقة هي الزمانية.
بلاغة المجاز:
- تأدية المعنى المقصود في إيجاز، مع تصويره خير
تصوير مفعم بالإيحاء والخيال، وذلك بنسبة الشيء إلى
أقوى ما فيه، كمكانه أو زمانه أو سببه - كما في
المجاز المرسل مثلا - ، ممّا يدل على مزيد من
الاهتمام به.
- يدل عل مهارة المتكّلم في حسن اختياره للعلاقة بين
المعنى الأصلي والمعنى المجازي.
- يعتمد المجاز المرسل والعقلي على المبالغة البديعة
التي تكسب الكلام جمالا وروعة خ ّ لابة.
-3 الاستعارة:من المجاز اللغوي، وهي تشبيه حذف
أحد طرفيه وعلاقتها المشابهة دائما.
وهي قسمان:
أ- استعارة تصريحية: إذا حذف المشبه، وصرّح
بالمشبّه به مثال: (لساني صارمٌ لا عيبَ فيهِ -
وَبَحْ ِ ري لا ُتكَدِّرُهُ الّدلاءُ)
هنا شبه الشاعر عقله بالبحر فلم يذكر المشبه وصرح
بالمشبه به.
ب- استعارة مكنية: إذا ذكر المشبّه، وحذف المشبه به
ورمز له بشيء من لوازمه.
مثال: (إّني لأرى رؤوسا قد أينعت، وحان قطافها
وإّني لصاحبها)
هنا شبه الرؤوس بالثمار فحذف المشبه به (الثمار)
وترك ما يدل عليها وهو " أينعت "، " قطافها ".
بلاغتها: تتجلى بلاغة الاستعارة فيما يلي:
- تدل على سعة خيال المتكّلم وبراعته، حيث برع في
التشبيه إلى حدّ أن جعله خفيا مستورا.
- الإيجاز في اللفظ والمبالغة في الوصف، والانتقال
بالسامع من المجرد إلى المحسوس، مما يكسب الكلام
توضيحا وتوكيدا، وروعة وجمالا.
- تحريك النفس وإثارة الدهشة لما في ذلك من إضفاء
المشاعر والحياة على الجماد وما لا يعقل.
-4 الكناية:هي لفظ أطلق وأريد به لازم معناه، مع
جواز إرادة المعنى الأصلي.
أي: الإتيان بمحسوس للتعبير عن معنى مجرد له علاقة
بذلك المحسوس.
مثال 1: (فلان لسانه طويل) أي كثير الكلام أو لا يكتم
السرّ.
مثال 2: (وإّني كّلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم
في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصرّوا واستكبروا
استكبارا)، " استغشوا ثيابهم " كناية عن صفة الإعراض
عن دعوة نوح عليه السلام.
وتنقسم الكناية باعتبار المكنى عنه إلى ثلاثة أقسام، لأن
المكنى عنه قد يكون صفة، أو موصوفا، أو نسبة.
-1 كناية عن صفة: مثال: (فلانة طويلة مهوى
القرط)، المقصود أّنها طويلة العنق.
-2 كناية عن موصوف: مثال: (تطورت بنت عدنان
بظهور الطباعة)، المقصود ببنت عدنان اللغة العربية.
-3 كناية عن نسبة: مثال: (المجد بين ثوبيك، والكرم
ملء برديك)، يريد نسبة ممدوحه للمجد والكرم ولم
يصرح بذلك مباشرة.
بلاغتها: تتجلى بلاغة الكناية فيما يلي:
- تصوير الحقيقة مصحوبة بدليلها، والقضية وفي
طياتها برهانها.
- تضع المعاني في صورة المحسوسات، مما يبهر
العقل ويجعل الشيء الغامض واضحا ملموسا.
- تمكن المتكّلم من إرواء غليله من خصمه دون أن
يجعل له عليه سبيلا، ودون أن يخدش أدب الرجل كما
في التعريض.
- تمكن المتكّلم من التعبير عن الشيء القبيح بما
تستسيغه النفوس، وتتقبله العقول.