بسم الله الرحمن الرحيم
" صــــــهيب الرومي العربي _ أبا يحيى _ رضي الله عنه "
صهيب الرومي وهو صهيب بن سنان النمري الربعي ، صحابي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أسلم مبكراً في دار الأرقم وجهر بإسلامه ولقي في ذلك تعذيبا من قريش ، وشهد جميع مشاهد وغزوات النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
ســـــبي الروم له رضي الله عنه :
كان أبوه سنان بن مالك، أو عمه، عاملًا لكسرى على الأبلة في الموصل، ويقال كانوا في قرية على شط الفرات مما يلي الجزيرة والموصل فأغارت الروم عليهم فسبت صهيبا وهو غلام صغير .
فنشأ صهيب بين الروم فصار ألكن ثم ابتاعته منهم قبيلة كلب ثم قدمت به مكة فاشتراه عبد الله بن جدعان القرشي منهم فأعتقه فأقام معه بمكة إلى أن مات ابن جدعان وبُعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم فأسلم .
إســـــــلامه رضي الله عنه :
يقول عمار بن ياسر رضي الله عنه : لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقلت له : ماذا تريد ؟ فأجابني : ماذا تريد أنت ؟ .
قلت له : أريد أن أدخل على محمد فأسمع ما يقول . قال : وأنا أريد ذلك ..
فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض علينا الإسلام ، فأسلمنا ثم مكثنا على ذلك حتى أمسينا، ثم خرجنا ونحن مستخفيان فكان إسلامهما بعد بضعة وثلاثين رجلاً .
هــــــــجرته رضي الله عنه :
كانت هجرة صهيب بن سنان رضي الله عنه صورةٌ مشرقة من صور الهجرة ، تجلّت فيها معاني التضحية بالمال وبذله رخيصاً في سبيل الله ، فبعد أن عقد العزم على الهجرة ، حاول كفّار قريشٌ أن يلحقوا به ويمنعوه ، فلما رآهم أخرج سهامه ، وهدّدهم أن يقاتلهم حتى آخر رمق .
فقالوا له : " أتيتنا صعلوكا فكثُر مالك عندنا ، ثم تريد أن تخرج بنفسك ومالك ؟ ، والله لا يكون ذلك " .
فرد عليهم : " أرأيتم إن تركت مالي لكم هل تخلون سبيلي ؟ " ، قالوا : " نعم " ، فدلّهم على الموضع الذي خبّأ فيه ماله بمكّة ، فسمحوا له بإتمام رحلته إلى المدينة .
ولما بلغ خبره النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ربح البيع ابا يحيى " وتلا قوله تعالى : " ومن الناس من يشري نفسه إبتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد " . ( البقرة : 207 ) رواه الحاكم .
ثنــاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليه :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " السباق أربعة : أنا سابق العرب ، وصهيب سابق الروم ، وبلال سابق الحبشة ، وسلمان سابق الفرس " . رواه الطبراني
موقــف له مع عمر بن الخطاب :
قال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه : يا صهيب ما فيك شيء أعيبه إلا ثلاث خصال ، أراك تنتسب عربيًّا ولسانك أعجمي ، وتكنى باسم نبي وتبذر مالك .
قال صهيب رضي الله عنه : أما تبذيري مالي فما أنفقه إلا في الحق ، وأما كنيتي فكنانيها النبي صلى الله عليه وسلم وأما انتمائي إلى العرب فإن الروم سبتني صغيرًا فأخذت لسانهم .
ولما توفي عمر رضي الله عنه أوصى أن يصلي عليه صهيب، وأن يصلي بالناس إلى أن يجتمع المسلمون على إمام .
وفـــــاته رضي الله عنه :
توفي في المدينة المنورة ودفن بالبقيع شهر شوال سنة 38 هجرياً وعمره آنذاك 70 سنة .
الرئيسية 
