السيد قطب المفكر الإسلامي الذي تم إعدامه

[size=32]السيد قطب المفكر الإسلامي الذي تم إعدامه[/size]

[size=32]لقد انتويت منذ مدة أن اكتب عن العالم العلامة الفقيه السيد قطب ولكن دقة الظرف الذي تمر به البلاد في الوقت الراهن جعلتني أتردد في الكتابة عنه خاصة انه المنظر الفكري لجماعة الإخوان وان أفكاره التي وردت في كتابه معالم علي الطريق هي الأساس الفكري لكل الجماعات الإرهابية والتكفيرية .[/size]
[size=32]ويكفي انه اخذ أفكاره شكري مصطفي وأسس "جماعة التكفير والهجرة "ومن أبرز ما اتسمت به أفكار هذه الجماعة كما قال شكري مصطفى نفسه أمام هيئة محكمة أمن الدولة العسكرية العليا (القضية رقم 6لسنة 1977) : إن كل المجتمعات القائمةمجتمعات جاهلية وكافرة قطعاً. وبيان ذالك أنهم تركوا التحاكم لشرع اللهواستبدلوه بقوانين وضعية ولقد قال الله " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئكهم الكافرون " بيد أن الأفراد أنفسهم لا نستطيع الحكم عليهم بالكفر لعدمالتبين من ذلك لذا فهم فقط جاهليون ينتمون لمجتمع جاهلي يجب التوقف فيالحكم عليهم حتى يتبين إسلامهم من كفرهم.[/size]
[size=32]ولا ريب هذه الأقوال بنصها ولفظها وردت في كتاب معالم علي الطريق لسيد قطب . ( فلا يسأل المفكر لماذا سطرت فكرتك فان هي الا شطان الفكر )[/size]
[size=32]وفي نبذه موجزة عن التعريف به نذكر :[/size]
[size=32]هو سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي، ولد في قرية "موشة" وهي إحدى قرى محافظة أسيوط بتاريخ 9 / 10 / 1906 [/size]
[size=32]تلقّى دراسته الابتدائية في قريته. في سنة 1920 سافر إلى القاهرة، والتحق بمدرسة المعلمين الأوّلية ونال منها شهادة الكفاءة للتعليم الأوّلي. ثم التحق بتجهيزية دار العلوم. [/size]
[size=32]في سنة 1932 حصل على شهادة البكالوريوس في الآداب من كلية دار العلوم. وعمل مدرسا حوالي ست سنوات، ثم شغل عدة وظائف في الوزارة. [/size]
[size=32]عين بعد سنتين في وزارة المعارف بوظيفة "مراقب مساعد" بمكتب وزير المعارف آنذاك ـ إسماعيل القباني ـ، وبسبب خلافات مع رجال الوزارة، قدّم استقالته على خلفية عدم تبنيهم لاقتراحاته ذات الميول الإسلامية. [/size]
[size=32]منذ سنة 1953 انضم سيد قطب عمليا لحركة الإخوان المسلمين وكلّفه الإخوان بتحرير لسان حالهم جريدة "الإخوان المسلمين" وإلقاء أحاديث ومحاضرات إسلامية. كما مثّل الإخوان خارج مصر في سوريا والأردن اللتين منع من دخولهما، ثم القدس. [/size]
[size=32]سيد قطب أديب له مكانته في عالم الأدب والنقد وله علاقات مع عدة أدباء منهم طه حسين وأحمد حسن الزيات وتوفيق الحكيم ويحيى حقي ومحمود تيمور ونجيب محفوظ وغيرهم. [/size]
[size=32]ولكن علاقته المميزة كانت مع عباس محمود العقاد. وهو أستاذ سيد قطب واثّر كثيراً على مسار تفكير سيد قطب الأدبي والنقدي والحزبي. [/size]
[size=32]كان سيد قطب يكتب عن جميع كتب العقاد ويمدحه ويشير إلى عبقرية الرجل واعتبره شاعر العالم أجمع. لكنه في سنة 1948 خرج نهائياً من مدرسة العقاد. وكان سيد قطب قد دفع الثمن غالياً بسبب دفاعه المستميت عن العقاد وأدبه من قبل الصحف الوفدية (بعد خروجهما من الحزب) والمسؤولين في وزارة المعارف. [/size]
[size=32]وفي عام 1954 السنة تم اعتقال السيد قطب مع مجموعة كبيرة من زعماء "الإخوان المسلمين". وحكم عليه بالسجن لمدة (15) سنة. ولكن الرئيس العراقي عبد السلام عارف تدخّل لدى الرئيس المصري جمال عبد الناصر، فتم الإفراج عنه بسبب تدهور حالته الصحية سنة 1964. [/size]
[size=32]وفي سنة 1965 اعتقل مرة أخرى بتهمة التآمر على قلب نظام الحكم واغتيال جمال عبد الناصر واستلام الإخوان المسلمين الحكم في مصر. [/size]
[size=32]وقد صدر حكم الإعدام على سيد قطب بتاريخ 21 / 8 / 1966 وتم تنفيذه بسرعة بعد أسبوع واحد فقط (في 29 / 8 / 1966) قبل أن يتدخّل أحد الزعماء العرب!! [/size]
[size=32]ومن عجب انه تم إلقاء القبض على سيد قطب وزجّه في السجن فرأى أهوال التعذيب من قبل المحققين. وكان قد قتل من جراء التعذيب عدد من أعضاء تنظيم الإخوان. [/size]
[size=32]وكان سيد قطب جريئاً أثناء محاكمته القصيرة، والتي منع محامون أجانب وممثلو هيئات الدفاع عن حقوق السجين من المرافعة عنه فيها، وعن باقي أعضاء التنظيم. [/size]
[size=32]وفي ليلة تنفيذ الحكم، طلب منه أن يقبل بالمساومة والاعتذار ، أو أن يكتب سطراً واحداً يطلب فيه الرحمة من الرئيس جمال عبد الناصر فرفض. وفي نفس الوقت حاول ملك السعودية التوسط لدى عبد الناصر بالعدول عن إعدام سيد قطب، ولكن عبد الناصر رفض. [/size]
[size=32]وقد أعدم سيد قطب في فجر يوم 29 / 8 / 1966 [/size]
[size=32]مقتطفات من كتابه "معالم في الطريق" [/size]
[size=32]يعتبر هذا الكتاب من أهم كتب السيد قطب. وقد كتبه في السجن على شكل رسائل جمعت وصدرت في كتاب. واخترت لكم منه هذه الأفكار الخالدة: [/size]
[size=32]"لا بدّ من قيادة للبشرية جديدة، إنّ قيادة الرجل الغربي للبشرية قد أوشكت على الزوال... لأن النظام الغربي قد انتهى دوره لأنه لم يعد يملك رصيدا من القيم يسمح له بالقيادة" [/size]
[size=32]وفي موقع آخر يقول عن سر نجاح الأمة الإسلامية: [/size]
[size=32]"لقد اجتمع في الإسلام المتفوق، العربي والفارسي والشامي والمصري والمغربي والتركي والصيني والهندي والروماني والإغريقي والاندونيسي والإفريقي إلى آخر الأقوام والأجناس وتجمّعت خصائصهم كلها لتعمل متمازجة متعاونة متناسقة في بناء المجتمع الإسلامي والحضارة الإسلامية. ولم تكن هذه الحضارة الضخمة يوما ما [عربية] إنما كانت دائماً [إسلامية] ولم تكن [قومية] إنما كانت دائماً [عقيدية]". [/size]
[size=32]أما عن رأيه بالشيوعية العالمية فيقول: [/size]
[size=32]"وأرادت الشيوعية ان تقيم تجمعا من نوع آخر، يتخطّى حواجز الجنس والقوم والأرض واللغة واللون، ولكنها لم تقمه على قاعدة إنسانية عامة، إنما أقامته على القاعدة "الطبقية" فكان هذا المجتمع هو الوجه الآخر للتجمّع الروماني القديم. هذا تجمع على قاعدة طبقة [الأشراف] وذلك تجمع على قاعدة طبقة الصعاليك [البروليتاريا]"... [/size]
[size=32]وعند تصور سيد قطب للدولة ونظام حكمها يقول: [/size]
[size=32]"ومملكة الله في الأرض لا تقوم بان يتولّى الحاكمية في الأرض رجال بأعينهم ـ وهم رجال دين ـ كما كان الأمر في سلطة الكنيسة، ولا رجال ينطقون باسم الآلهة كما كان الحال فيما يعرف باسم "الثيوقراطية" أو الحكم الإلهي المقدس!! ولكنها تقوم بان تكون شريعة الله هي الحاكمة وان يكون مردّ الأمر إلى الله وفق ما قرره من شريعة مبيّنة". [/size]
[size=32]وهذا غيض من فيض. وللمزيد عن سيد قطب وأدبه وأفكاره ونضاله حتى إعدامه يمكن الرجوع للكتب التي ألّفها، وبعضها مقالات تمّ جمعها وإصدارها في كتاب بعد إعدامه وهي :[/size]
[size=32]1- التصور الفني في القرآن 2- خصائص التصور الإسلامي. 3- دراسات إسلامية. 4- السلام العالمي والإسلام. [/size]
[size=32]5 - في ظلال القرآن (ثمانية مجلدات) 6- كتب وشخصيات. 7- لماذا أعدموني؟ 8- المدينة المسحورة. 9- معركتنا مع اليهود. 10- مشاهد القيامة في القرآن. 11- مهمة الشاعر في الحياة. 12- النقد الأدبي أصوله ومنهجه. [/size]
[size=32]13 - معالم في الطريق. [/size]
[size=32]والحق أننا تأثرنا بسيرة هذا الرجل العالم العلامة مؤلف كتاب في ظلال القران بيد أننا نختلف كل الاختلاف في أفكاره الواردة في كتاب معالم علي الطريق . ولكن ذلك لم يمنعنا من الكتابة عنه ولو بهذه السطور القليلة لعل الذكري تنفع المؤمني[/size]

شكرا لك وجزاك الله كل خير