النباتات البرية المزهرةالنباتات البرية المزهرة
بساط من الأزهار البرية يضفي بهجة وجمالاً على مرج جبلي. تنمو النباتات البرية في كل مكان تقريبًا في الغابات والحقول والمروج والصحارى والأدغال والمستنقعات، وعلى الجبال وضفاف الأنهار وشواطئ البحار. وتنمو في كل بيئة أنواع مختلفة من النباتات البرية.
تنمو أنواع النباتات البرية المزهرة بشكل أفضل في البيئات التي تناسبها؛ فقد لاتستطيع النمو في مكان أكثر حرارة أو برودة أو رطوبة أو جفافًا. ويستطيع البستانيون التحكم في بيئة النبات إلى حد ما؛ حيث يزرعون بعضها في بيئات غير مناسبة بالتحكم في ظروف تلك البيئة. فمثلاً، يمكن زراعة النباتات التي تحتاج إلى رطوبة عالية في المناطق الجافة، إذا زوِّدت هذه النباتات بالماء الضروري. ومع أن النباتات في بيئاتها البرية لاتحظى بمثل هذه المعاملة الخاصة، إلا أنها تستطيع تحمل ظروف البيئة التي تناسبها بشكل طبيعي.
يوجد حوالي 250,000 نوع من النباتات الزهرية في العالم. وتشكل المناطق الاستوائية الموطن الأصلي لحوالي 165,000 نوع. أما الموطن الأصلي لباقي الأنواع والبالغ 85,000 نوع، فهو في أوروبا وأمريكا الشمالية والمناطق الأخرى غير المدارية.
هناك سبعة مواطن رئيسية للنباتات الزهرية وهي: 1- التندرا القطبية. 2- المناطق الحرجية والغابات. 3- أراضي الحشائش. 4- الأراضي ذات الأشجار المنخفضة. 5- التندرا الألبية. 6- الصحارى. 7- المناطق المدارية وشبه المدارية. وقد تشمل المواطن الرئيسية عدة بيئات مختلفة، مثل: الأراضي الرطبة والسواحل. يوجد في هذه البيئات الخاصة أنواع من نباتاتها البرية المزهرة. فمثلاً، تنمو بعض أصناف النباتات البرية المزهرة والمائية في أي بيئة فيها بحيرات وأنهار.
تبدي النباتات التي تنمو في نفس المواطن أشكالاً متشابهة في معظم الأحيان. مثلاً، يوجد للنباتات الصحراوية جذور طويلة تمكنها من الوصول إلى مصادر المياه في أعماق التربة، كما أن الساق اللحمي للصباريات متأقلم لخزن الماء. وتنمو نباتات التندرا والألب في تجمعات وسادية أو وُرَيْدية الشكل لتحمي نفسها من البرد.
انتشر العديد من النباتات الزهرية من مواطنها الأصلية إلى مواطن شبيهة في العالم. وأحيانًا، كان الانتشار طبيعيًا عن طريق حمل البذور بوساطة الرياح أو الحيوانات. وأحيانًا أخرى جلب الإنسان نباتات مزهرة إلى أجزاء في العالم لم تكن تنمو فيها هذه النباتات بشكل طبيعي قبل ذلك. بعض النباتات متأقلمة للانتشار السريع، حيث تنتج مئات من البذور التي تنتشر لمسافات طويلة، ويدعى كثير منها أعشابًا ضارة؛ لأنها تظهر بسرعة في الأماكن التي لايُرغب أن تنمو فيها نباتات أخرى كما في الحدائق.
ينمو الحوذان البرمودي بشكل طبيعي في جنوب إفريقيا. ولكنه انتشر في أجزاء أخرى من العالم بما في ذلك أوروبا وجنوبي أستراليا. وتشمل الأعشاب الأكثر شيوعًا في المراعي والمناطق المهملة عدة أنواع من النباتات الشوكية مثل الشوك المنحني، والشوك السناني. ومن الأعشاب الأخرى اللبلاب، والهندباء البرية، وآذان الدب، وأقحوان المروج، ولسان الحمَل، والأخلية. انظر: العشب الضار.
توضح الرسومات في هذا الفصل عينات نموذجية لأنواع النباتات الزهرية في كل من المواطن الرئيسية.
نباتات التندرا القطبية المزهرة
نباتات التندرا القطبية المزهرة تمتد التندرا القطبية عبر مناطق أقصى شمالي أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية، وهي مواطن تمتاز بالبرودة والجفاف وخلوها من الأشجار. يسود معظم مناطقها فترات تخلو من الصقيع لمدة أقل من شهرين. وتبقى الأرض مجمدة خلال السنة باستثناء السطح. يذوب الجليد على السطح أثناء الربيع، وتبقى التربة مشبعة بالماء خلال معظم الصيف. وتميل البذور إلى التعفن في التربة الباردة المستنقعة؛ وبهذا فإنه لايوجد في التندرا سوى عدد قليل من النباتات الحولية. ومع ذلك، فإنه يوجد عدد من النباتات المعمرة العشبية المتنوعة. تشمل هذه النباتات القوية التي تتحمل ظروف التندرا: عشبة القوى والعشبة النارية (سنفية ضيقة الورق)، وعشبة القمل، والخشخاش وكاسر الحجر. وتظهر هذه النباتات فجأة أثناء الربيع، وتضفي نوعًا من البهجة في فصل الصيف في منطقة القطب الشمالي بأزهارها الزاهية الألوان.