● حكاية النبي يونس مع الحوت ..
● كان يونس بن متى نبيا كريما أرسله الله إلى قومه فراح يعظهم ، وينصحهم ويرشدهم إلى الخير ، ويذكرهم بيوم القيامة، ويخوفهم من النار ويحببهم إلى الجنة ، ويأمرهم بالمعروف ويدعوهم إلى عبادة الله وحده وظل ذو النون -يونس عليه السلام ينصح قومه فلم يؤمن منهم أحد وجاء يوم عليه فأحس باليأس من قومه وامتلأ قلبه بالغضب عليهم لأنهم لا يؤمنون وخرج غاضبا وقرر هجرهم ووعدهم بحلول العذاب بهم بعد ثلاثة أيام ولا يذكر القرآن أين كان قوم يونس ولكن المفهوم أنهم كانوا في بقعة قريبة من البحر وقال أهل التفسير بعث الله يونس عليه السلام إلى أهل (نينوى) من أرض الموصل بالعراق فقاده الغضب إلى شاطىء البحر حيث ركب سفينة مشحونة ولم يكن الأمر الإلهي قد صدر له بأن يترك قومه أو ييأس منهم فلما خرج من قريته وتأكد أهل القرية من نزول العذاب بهم قذف الله في قلوبهم التوبة والإنابة وندموا على ما كان منهم وتضرعوا إلى الله عز وجل وبكى الرجال والنساء والبنون والبنات والأمهات وكانوا مائة ألف يزيدون ولا ينقصون وقد آمنوا أجمعين فكشف الله عنهم العذاب الذي استحقوه بتكذيبهم السفينة أما السفينة التي ركبها يونس فقد هاج بها البحر وارتفع من حولها الموج وكان هذا علامة عند القوم بأن من بين الركاب راكباً مغضوباً عليه لأنه ارتكب خطيئة وأنه لا بد أن يلقى في الماء لتنجو السفينة من الغرق فاقترعوا على من يلقونه من السفينة فخرج سهم يونس وكان معروفاً عندهم بالصلاح فأعادوا القرعة فخرج سهمه ثانية فأعادوها ثالثة ولكن سهمه خرج بشكل أكيد فألقوه في البحر أو ألقى هو نفسه فالتقمه الحوت لأنه تخلى عن المهمة التي أرسله الله بها وترك قومه مغاضباً قبل أن يأذن الله له وأوحى الله للحوت أن لا يخدش ليونس لحما ولا يكسر له عظما واختلف المفسرون في مدة بقاء يونس في بطن الحوت فمنهم من قال أن الحوت التقمه عند اضحى وأخرجه عند العشاء ومنهم من قال انه لبث في بطنه ثلاثة أيام ومنهم من قال سبعة
يونس في بطن الحوت ...
● وعندما أحس بالضيق في بطن الحوت في الظلمات الثلاث ظلمة الحوت، وظلمة البحر، وظلمة الليل سبح الله واستغفره ( لا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) فسمع الله دعاءه واستجاب له فلفظه الحوت
( فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ) وقد خرج من بطن الحوت سقيماً عارياً على الشاطىء وأنبت الله عليه شجرة القرع قال بعض العلماء في إنبات القرع عليه حِكَم جمة منها أن ورقه في غاية النعومة وكثير وظليل ولا يقربه ذباب ويؤكل ثمره من أول طلوعه إلى آخره نياً ومطبوخاً وبقشره وببزره أيضاً وكان هذا من تدبير الله ولطفه وفيه نفع كثير وتقوية للدماغ وغير ذلك فلما استكمل عافيته رده الله إلى قومه الذين تركهم مغاضباً فضل يونس عليه السلام لقد وردت أحاديث كثيرة عن فضل يونس عليه السلام
منها قول النبي صلى الله عليه وسلملا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى وقوله عليه الصلاة والسلام من قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب ذنب يونس عليه السلام ..