السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تحياتي وأشواقي وتقديري لكم أيها الأحبة .. إليكم تأتي الحروف راكضة وأنفاسها تشهق من أجل أن
تصلكم على الموعد لتجدكم تنعمون بالصحة والسعادة يا رب العالمين .. إليكم أحاول إنتقاء الحروف
والبحث دوما عما يليق بمكانتكم الغالية آل الساهر القدير فردا فردا .. يا من تحيرون قلمي كيف ينصفكم
ويا من تجعلونني أبحث كثيرا عن ما يروق لكم .. لأنكم تروقون لي فأحبكم في الله لذلك أحاول جاهدا
أن أقدم ولو جزء بسيط مما لدي علنا جميعنا نستفيد مما يقدم .. والله ولي التوفيق دوما وأبدا .
الأمل المفقود .... هي كحمامة حلقت في السماء طارت بعيدا مع تلك الطيور المهاجرة ولم تعود .. برغم
أنها أمل ولكنها في حقيقة الأمر ( مفقود ) هكذا هي الحياة وما فيها كالطيور إن لم نمسكها تطير من بين
أيدينا ولا يجدي بعد ذلك التشبث بأمل مفقود !! فالأمل هي مساحة الحياة الحقيقية وهي بدايات ومؤشرات
النجاح لأي هدف نصبو إليه .. فأجعلوا أملكم بالله أولا ثم بأنفسكم وبما لديكم بين أيديكم .. ولا ترفعوا
الرايات البيضاء وتعلنوا الإستسلام لأن الحياة ما زالت مستمرة ما دامت الأمور ( بين أيدينا ) فقط فلندعم
الأمل بالعمل .. فأمل بلا عمل مثل الـــ 50 بلا ( 5 ) فلنجعل الأمل نصف الطريق ونسعى ونعمل للوصول
للنصف الآخر بالجد والإجتهاد وبالصبر والإيمان الكبير بالله أن لا أمل يضيع إلا إذا ضيعناه !!
كثيرون هم من فقدوا الأمل في أمور كثيرة في حياتهم وأثر ذلك في أسلوب حياتهم وطغت على معالمها
الحزن والأسى وبالغوا في همهم وتناسوا أملهم وأحلامهم .. اعتبروا أن دنيتهم متوقفة على أمل وحيد
ليس لهم سواه إن ضاع هذا الأمل هم ضاعوا معه .. فتاهوا وضيعوا الطريق الصحيح .. !! وعجزوا
عن العودة برغم أن الحياة كلها آمال وكلها تطلعات وكلها رغبات وأماني نحققها بالسعي لا بالهروب
والإنزواء والإنطواء والإكتفاء بأمل قضى عليه الدهر أو نحن من رفضنا التحدي أو أهملناه !!
أحبتي .. الأمل الذي يزرعه الإنسان ويتأمل الوصول إليه هو أمل منشود لا يتحقق بالركود بل بالركض
وبتحديد الأهداف أولا وقبل كل شيء التوكل على الله الذي هو عز وجل أملنا الأكبر بلا أدنى شك .
فهناك من كان أمله أن يدرس الطب عندما يتخرج من الثانوية العامة وإصطدم بالظروف المحيطة بالأسرة
وعجزت الأسرة عن تحمل أعباء الدراسة الجامعية .. فهل ينتهي الحلم وتسقط آمالنا أرضا !! أوهل
نقضي العمر متباكين متحسفين على أمل مضى عليه سنين وبات من الآمال المدفونة .. أو لا يعدو سوى
حلم لم يتحقق .. فلماذا لا نتحكم في حياتنا ونقبل بما قسمه الله لنا بواقعية كبرى ونفكر في بناء جسر
من الأمل ونحطم بأيدينا جسور الفشل التي مشينا عليها أو التي مشت علينا لو صح التعبير .
نحن أيها الطيبين والطيبات بحاجة إلى ثقافة التقبل للأمور وثقافة الفهم لمجريات الأمور فحولنا عالم
مكتظ مزدحم لا يمكن للأحلام كلها نفسها أن تتحقق لكل الناس .. فهل يمكن أن يصبح كل أفراد المجتمع
أطباء - لو افترضنا أن هذا كان أملهم جميعا - طبعا الجواب سيكون واضح وبديهي أن الحياة قد تعطيك
ما لا تعطي غيرك وقد تعطي غيرك ما لا تعطيك أنت .. هذه سنة الحياة وأقدار مكتوبة والأمل جزء من
الحياة فليس كل أمل منشود يتحقق .. وليس كل فشل متوقع أن يكون فيكون !
ولكن ما رأيك عزيزي القاريء .. أختي القارئة لو قلت لكم أن هناك من تشبث بأمله حتى ضاع الشباب
وشاب .. وأصبح حلمه أي نعم على مشارف الباب .. ولكن ما الفائدة من دخوله بعد أن ضاع الشباب
في التركيز على أمل واحد طال إنتظاره وجاء بعد أن أصبح في العمر عمرا لا يكفي على الأقل بالإحتفاء
بهذا الأمل المنشود
لدي صديق كان يحدثني كثيرا عنه وعن أسرته كونه يعتبرني صديقه المقرب وهو كذلك .. أخبرني ذات
مرة عن فشله وأخوانه الاثنين وأخته في تحقيق الأمل الذي رسموه في طريقهم وحكى لي قصة طويلة
لا ضرورة لذكرها ولكن ما يهمنا .. تخيلوا أيها الأحبة أن كل أمل كان هناك من يصنعه وليس هو طموح
مبني من كل فرد بمفرده لذلك عندما وصل إليه وجد نفسه غير قادرا على النجاح فيه لأنه لم يكن مخيرا
في تحديد مسار حياته بل مسيرا تسييرا خاطئا من قبل الأب والأم .. لذلك النتيجة باءت بالفشل !!
ما أريد أن أقوله أن كل أحلامنا وآمالنا يجب أن لا نعلقها على سراب وأن لا نسير على طريق مجهول
بل يجب علينا أن نبقى منفتحين منطلقين في هذه الحياة حتى لو اخترنا طريقا وجدناه مسدود فيجب أن
نتحمل نتيجة إختياراتنا بكل شجاعة ونعود لنختار من جديد ونجدد معه الأمل والمساعي نحو تحقيق
النجاح ... فكل سقوط في حياتنا لا يجب أن نعتبره فشل بل يجب أن ننهض من خلاله ونجعله سلما
نرتقي به للأعلى ... ولنترك اليأس والممل والركود وتلك الصفات السلبية ولنكن أكثر إيجابية مع ذاتنا
لنكون منتجين ونقطف ثمرة إجتهادنا بأيدينا ... فما دام الأمل بالله موجود فلا خوف يجب أن يعترينا .
وأخيرا كل أملي أن يكون النجاح هو عنوانكم الدائم
وفقني الله واياكم وسائر المسلمين
ودمتم سالمين