ذكر مسؤولون أمريكيون أن الولايات المتحدة قد تسمح لطهران بإبقاء مئات أجهزة الطرد المركزي في منشأة فوردو تحت الأرضية التي بنتها الأخيرة سرا، وذلك في إطار صفقة نووية شاملة.
وأوضحت وكالة "أ ب" نقلا عن مسؤولين غربيين أن واشنطن تدرس إمكانية تقديم هذا التنازل لطهران، مقابل فرض قيود صارمة على عمل أجهزة الطرد المركزي والأبحاث وعمليات التطوير في المنشآت النووية الأخرى في إيران، ومنها منشأة نطنز وهي المركز الإيراني الرئيسي لتخصيب اليورانيوم.
وأوضح المسؤولون أن الإيرانيين في حال قبول هذا الخيار، سيستخدمون الزنك والزينون الغرمانيوم، بدلا من اليورانيوم، لتشغيل أجهزة الطرد المركزي في فوردو، وذلك لإنتاج النظائر التي تحتاج إليها طهران في مجال الطب والصناعة والعلوم. كما تصر واشنطن على ضرورة فرض قيود على عدد أجهزة الطرد المركزي كي لا تسمح قدرتها بإنتاج كمية من اليورانيوم تكفي لإنتاج سلاح نووي في غضون عام.
وأوضح المسؤولون أن الحل الوسط المحتمل بشأن منشأة فوردو يعد من الخيارات الفنية المطروحة خلال المفاوضات النووية. وترمي كافة هذه الخيارات إلى تقييد قدرات إيران لكي لا تقدر على إنتاج سلاح نووي في غضون فترة تقل عن عام حتى في حال فشل الاتفاق النووي. ويرى الغرب أن هذا الشرط أساسي لعقد اتفاقية قابلة للحياة، علما بأن مدة سريانها يجب أن تبلغ 10 سنوات.
وتجدر الإشارة إلى أن منشأة فوردو التي بنتها إيران بصورة سرية وكشفت عنها في عام 2009، تثير قلقا بالغا في الغرب، علما بأنها مدفونة على عمق كبير داخل جبل ومحصنة ضد القصف الجوي. ولم تستبعد إسرائيل والولايات المتحدة شن غارات جوية لتدمير المنشآت النووية الإيرانية في حال فشل المفاوضات.
يذكر أن واشنطن تلعب منذ أسابيع دور المفاوض الرئيس مع طهران في إطار المفاوضات السداسية.
وذكرت مصادر الأسبوع الماضي أن الطرفين يركزان حاليا على اقتراح إبقاء 6 آلاف جهاز طرد مركزي في نطنز كحد أقصى (علما بأن طهران تملك حاليا قرابة 10 آلاف جهاز طرد مركزي في هذه المنشأة).
وذكر أحد المسؤولين أن المناقشات تدور أيضا حول إمكانية إبقاء 480 جهاز طرد مركزي آخر في فوردو، ليبلغ مجمل هذه الأجهزة في إيران قرابة 6500 جهاز.