يعصف الحزن بعائلة زيغد بالقل، غرب ولاية سكيكدة، جراء حادثة اختفاء ابنها التلميذ محمد حفيظ 14سنة، الذي يدرس في السنة الثالثة متوسط، بإكمالية بوعسلة الزهراء، التي تبعد عن منزله الكائن بحي الثورة بحوالي 500 متر. محمد حفيظ توارى عن الأنظار صباح الخميس الماضي، موعد الإعلان عن كشوف النقاط للثلاثي الثاني، حيث توعده أحد أفراد عائلته، في حالة حصوله على معدل يقل عن 12 بأن ينال عقابه، حسب تصريحات والده رفيق.
ولم تعرف لعائلته أي عداوة أو خصومة مع أي كان من الجيران أو الأقارب أو غيرهم، كي يمكن تتبعها، باعتبارها سببا في اختفائه، غير خوفه من العقاب لأنه تحصل على معدل أقل من 12 من 20، وهذا السبب الذي دعاه إلى أن يغادر المنزل، وفق تصريحات والدته نبيهة لـ "الشروق اليومي"، إذ تعيش هذه الأيام على أعصابها لليوم الرابع على التوالي، من اختفائه عن الأنظار في ظروف غامضة، علما أن التلميذ المختفي يتميز بسلوك حسن، ويشهد له الجميع بذلك، كما أنه محافظ على صلاته بالمسجد، لكن، تضيف الوالدة، ومنذ أن أعلمته الأستاذة بحصوله على معدل 11.58 بدأ يحضر نفسه لرحلة مجهولة. وصباح الحادثة لم يتناول فطوره، حيث حمل محفظته، وتوجه إلى منزل جده بالقل، وشرع في رحلته، أين رافقه اثنان من زملائه إلى موقف الحافلات، الواقع عند مدخل المدينة، فركب الحافلة المتوجهة إلى محطة بوضياف بعاصمة الولاية سكيكدة ليختفي نهائيا. هناك من يقول إنه في عنابة وآخرون يتحدثون عن الوجهة العاصمية. وبين هذا وذاك، غابت حقيقة اختفاء التلميذ وغاب التركيز عند والديه اللذين لا يريدان سوى عودته، حيث ناشدت عائلته كل من رآه مساعدتها من أجل الوصول إلى أي خبر قد يكشف لغز اختفائه. أمه صامت عن الأكل منذ اختفائه، تقضي نهارها وليلها في البكاء وهي تردد: "كان يقبلني عند ذهابه وعودته من الدراسة". وتدعو الله أن يعيد لها ابنها سالما، وأن يحفظه من رفقاء السوء. كان والده قد وعده برحلة إلى العاصمة خلال العطلة الربيعية، لكن حلمه قد لا يتحقق.