حذر الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي أيه" الجنرال ديفيد بتريوس، من أن الخطر الحقيقي على استقرار العراق على المدى الطويل يأتي من ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية المدعومة من إيران، وليس من تنظيم داعش.
ورأى بتريوس، الذي قاد الجيش الأمريكي في العراق، في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست، الجمعة، أنه رغم الدور المهم الذي تلعبه في دحر داعش خارج العراق، لكنها متهمة بارتكاب جرائم حرب، بقتل المدنيين السُّنة وليس داعش فحسب، مضيفاً: "على قدر ما لعبوا دورا في خلاص العراق لكنهم أيضاً التهديد الأكبر لكافة الجهود الرامية إلى جعل سُّنة العراق جزءاً من الحل في العراق وليس عاملاً للفشل".
وحذر بتريوس من تنامي نفوذ هذه المليشيات المدعومة إيرانياً بحيث تصبح الحكومة العراقية عاجزة عن احتوائها، قائلاً: على المدى البعيد قد تبرز هذه المليشيات الشيعية المدعومة من إيران كقوة مؤثرة في البلاد، وتخرج عن سيطرة الحكومة وتدين بالولاء لطهران"، على حد قوله.
وتوفر التصريحات نظرة أكثر توسعية للدور الذي قد يلعبه الجنرال المحنك بالمساعدة في تشكيل إستراتيجية إدارة أوباما في العراق، رغم تداعيات الفضيحة الأخلاقية التي أطاحت به من منصبه كرئيس لوكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أيه"، في وقت يبدي فيه المشرعون الأمريكيون قلقهم إزاء تنامي نفوذ إيران في المنطقة وتأثيره البعيد المدى على الأمن، وهو ما يعتبره وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، ورئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، "مخاوف مشروعة".