قال رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، إن "السعي من أجل استعادة الاستقرار في مالي وفي ليبيا وغيرهما من بلدان المنطقة الشغل الشاغل للجزائر".
وأوضح رئيس الجمهورية، في رسالة وجهها للمشاركين في احتفالات عيد النصر بغرداية، قرأها نيابة عنه محمد بن عمر زرهوني مستشار لدى رئيس الجمهورية، أن "هذا الاستقرار سيسهم في تأمين الظروف التي توفر أسباب النجاعة في محاربة آفة الإرهاب وشبكاته هذه الآفة التي تشكل تهديدا خطيرا لأمن بلدان المنطقة قاطبة".
وأعرب بوتفليقة عن "ارتياحه" إزاء إبرام اتفاق السلم والمصالحة في مالي، الذي تم مؤخرا بالجزائر، محييا في نفس الوقت، استعداد الأطراف الليبية لحل الأزمة عن طريق الحوار والعمل على بناء المؤسسات الضرورية لإعادة إعمارها.
وأضاف "اليوم ونحن نحيي ذكرى محطة بارزة من محطات تاريخنا قد يكون من الفائدة أن نعود إلى حاضرنا ذلك أنه تم قبل بضعة أيام، التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق السلم والمصالحة في مالي، تحت إشراف الوساطة الدولية بقيادة الجزائر.
وأعرب عن ارتياحه بالقول "إننا مرتاحون لإبرام هذا الاتفاق الذي يشكل مرحلة هامة من مسار استتباب السلم واستعادة الاستقرار في هذا البلد الجار".
وأشار رئيس الجمهورية إلى أنه "يجدر أن نشيد بمستوى النضج الذي تحلى به الأشقاء الماليون وبحرصهم على الخروج من الأزمة التي كادت تعصف ببلدهم وذلك عن طريق الحوار والمصالحة الوطنية في كنف الاحترام التام لسلامة مالي الترابية ووحدته الوطنية ومزيد من التلاحم للمجتمع المالي".
كما حيا رئيس الجمهورية، الأطراف الليبية قائلا "ونحيي ما أبدته الأطراف الليبية من إقبال جاد على مباشرة حوار شامل من أجل تمكين بلادها من تجاوز أزمتها الراهنة وبناء المؤسسات الضرورية لإعادة إعمارها".
وأكد رئيس الجمهورية في رسالته "أن الجزائر ستواصل دعمها التام ومشاطرتها الكاملة للجهود الحالية الرامية إلى تمكين الشعب الليبي الشقيق من الحفاظ على وحدته وسيادته وسلامة بلاده الترابية".
من جهة أخرى، جدد رئيس الجمهورية، تأكيده على "مؤازرة" و"تضامن" الجزائر مع الشعب التونسي "الشقيق والجار".
وقال الرئيس "أجدد هنا بصفة خاصة مؤازرة وتضامن الجزائر مع الشعب التونسي الشقيق والجار".
وبخصوص ما يجري في المنطقة العربية، أوضح رئيس الجمهورية أنه يتابع بـ"بالغ الانشغال" ما يجري في البلدان العربية الشقيقة "التي تكابد ويلات ذقنا مرارتها، وتعيش محنا خبرناها، وتسير في متاهات عرفنا مثلها".
وأضاف "فلا نملك إلا أن نعرب عن حسرتنا لما تقاسيه شعوبها من معاناة وأضرار وآلام وأن نعبر عن تعاطفنا معها في محنتها ومأساتها".
[rtl]وبالمناسبة دعا رئيس الدولة "جميع هؤلاء الأشقاء إلى الجنوح، بالتي هي أحسن إلى رأب الصدع وإصلاح ذات البين والتسامي فوق الانقسامات، وإلى اتخاذ الحوار والمصالحة سبيلا للخروج من الأوضاع التي تعاني منها وولوج أبواب السلم والوئام".[/rtl]