أعلن رئيس الحكومة اليمنية المستقيلة خالد بحاح، الاثنين، رفع الإقامة الجبرية عنه وعدد من وزرائه، من قبل مسلحي جماعة الحوثي، وذلك بعد 57 يوماً من فرضها عليهم في منازلهم في العاصمة صنعاء، مشيراً إلى عدم نية حكومته في تسيير الأعمال.
وفي تدوينة على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قال بحاح: "بجهد مشكور من قيادات أنصار الله (الحوثيون)، والمبعوث الدولي جمال بنعمر، ودعوات المكونات السياسية، ومؤسسات المجتمع المدني والجهود الدولية وجهد كل الخيرين من أبناء هذا الوطن، تم اليوم (الاثنين) رفع الإقامة الجبرية النافدة منذ 19 جانفي الماضي عني وعن كافة الوزراء في حكومة الكفاءات المستقيلة".
وأضاف أن "رفع الإقامة الجبرية يتضمن الحرية المطلقة بالتنقل داخل وخارج الوطن كحق إنساني ودستوري، ويأتي كبادرة حسن نوايا صادقة وبروح المسؤولية التي يلتزم بها الجميع للدفع إيجاباً بالعملية السياسية الجارية حالياً تحت رعاية الأمم المتحدة".
وأشار بحاح إلى أن حكومة الكفاءات التي قدمت استقالتها يوم 22 جانفي الماضي، "تؤكد عدم نيتها في تسيير الأعمال نظراً للظروف الاستثنائية"، لافتاً إلى أنها بذلك "تفسح المجال للمكونات السياسية بتحمل مسؤوليتها الوطنية للخروج باتفاق يعمل على إعادة مسار الانتقال السياسي على ضوء المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة".
ودعا بحاح، كافة مكونات القوى السياسة والمجتمعية، إلى "الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن والعمل بنوايا صادقة وجادة ومسؤولة، لتجنب عواقب الارتداد السياسي الذي يجر البلد حاضراً ومستقبلاً، دولة وشعباً إلى عواقب وخيمة".
كما دعا إلى "الحفاظ على الدولة وكافة أجهزتها ومؤسساتها المدنية والأمنية والعسكرية، والحفاظ على حياديتها، بعيداً عن التدخلات والتجاذبات السياسية من أي طرف وتحت أي حجج".
وبيّن رئيس الحكومة اليمنية المستقيلة، أنه يستعد لمغادرة العاصمة صنعاء، متوجهاً لزيارة أسرته في حضرموت (جنوب)، واصفاً الفترة التي قضاها تحت الإقامة الجبرية بـ"التجربة الفريدة في حياته العملية".
وعن تلك الفترة قال: "حقيقة كان ذلك الأمر تجربة فريدة، فعلى الرغم من ألم المكوث في مكان واحد والحد من الحرية والقدرة على التحرك، إلا أن وفاء وعظمة أصدقاء تعرفهم وخبرتهم في السابق وآخرين لا تعرفهم شاءت الأقدار أن تتعرف على معدنهم ونبل أخلاقهم حولت تلك الآلام إلى تجربة رائعة".